في عالم يتجه نحو تطور التخصصات العلمية الدقيقة مما ينتج عنه نشاطات اجتماعية تطوعية لم تكن معروفة من قبل ، فالتطوع دخل مرحلة العمل التخصصي الذي يهتم بقطاع محدد ويتطلب متخصصون بالتطوع .
من أهم النشاطات التطوعية التي اهتمت به دول العالم، التطوع البيئي المرتبط بالطبيعة والمناخ الذي يعتبر من أهم التحديات العالمية التي توليها هيئة الأمم المتحدة و منظماتها وتطالب الدول الصناعية ببذل الجهود ماليا وتقنيا وإداريا للحفاظ على البيئة لأن الضرر البيئي نتج عنه أمراضا عديدة وأوبئة مختلفة لم تكن معروفة بالماضي.
رغم أن مفهوم الحفاظ على البيئة انتشر اعلاميا في بسنوات القرن الحالي على المستويين الحكومي والخاص وفرضت ضرائب على الشركات والمؤسسات والمصانع للحد من الأضرار البيئية خصوصا على المصانع الكيميائية والطبية ومصانع الأجهزة الدقيقة المتغيرة بشكل سريع.
أسوأ ما في تلوث البيئة أن أغلب شرائح المجتمع تجهل ملوثات البيئة في قطاعات عديدة مثل المصانع الكيميائية والمصانع الغذائية إضافة إلى اتساع مساحة الجفاف وانحسار الرقعة الخضراء والزراعة.
توسع التعاون بين القطاعين العام والخاص في الاهتمام بالبيئة والصحة العامة، لكن هذا لا يكفي فلا بد من المشاركة المجتمعية أفراد ومؤسسات تطوعية واجتماعية، وحتى يكون الفرد المتطوع مساهما في قطاع تطوعي جديد وتخصصي بشكل فعال يفترض توفر هذه النقاط بالمتطوعين :
– الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.- المعرفة النسبية بالأضرار البيئية من التلوث.- ما هي أهم مسببات التلوث البيئي.- الأمراض المباشرة للكائنات الحية من التلوث.- التكلفة والخسائر المادية الناتجة من التلوث.- وجود كوادر تطوعية متخصصة.- التعاون والتنسيق بين المؤسسات التطوعية والاعلام .
بما أن تلوث البيئة مرتبط بعدة عوامل منها الأفراد والأسرة والمجتمع بصورة لا بد من مشاركة هذه العناصر بمرحلة أولى وضرورية وهي المساهمة في عدم الأضرار بالبيئة أي القيام بمبدأ “الوقاية خير من العلاج” لتقليل تكلفة قيمة التطوع البيئي المجتمعي .
نضرب أمثلة على أشكال التطوع البيئي منها، هدر فائض الطعام المتعفن ينتج عنه تفاعلات كيميائية ضارة أو انتهاء صلاحية بعض الأغذية المعلبة المحتوية على مواد حافظة ضارة للإنسان والبيئة .
النوع الثاني من التلوث البلاستيكي أصبح لدينا استعمال مفرط بالبلاستيك مثل الأكياس والقوارير وعلب المشروبات بأنواعها، فالكثير لا يعرف ضررها عندما ترمى بالأماكن العامة عند تعرضها لأشعة الشمس وتنتج عنها تفاعلات خطيرة للبيئة لا يدركها إلا المتخصصون.
النوع الثالث من التلوث البيئي هو التلوث التقني والصناعات الدقيقة مثل الأجهزة الذكية المتطورة وما تحتويه من عناصر ومواد كيميائية.
النوع الرابع النفايات الطبية والأدوية التي تعتبر من أخطر التلوث البيئي لما تحتويه على مواد طبية خطيرة.
اضافة لما سبق، عدم الاهتمام بالزراعة والتشجير والساحات الخضراء الواقية والحامية للأرض والمناخ. تعتبر هذه المسببات للتلوث البيئي جديدة ومرتبطة بالتقدم التقني الذي يتطلب تطوع بيئي علمي ومتخصص مكلف.