دعوت الله أن ارتحل إلى مكان استجم فيه من تعب الحياة وآلامها بعد حزن عميق لن يفارق فؤادي .لعل هذا الارتحال يخفف جزءا من جرح سنوات طوال فشاء القدر أن أسكن مع أصدقاء جدد بعيد عن بلدتي الحبيبة .
تاملت لأول وهلة في ذاك المكان ، أحسست بضيق يكتسحني لكن سرعان ماتبدد هذا الضيق وكأن القدر يخبيء لي شيء أروع .
جمال إلهي من خضرة تشقها جداول يلمع بريقها بفراشات الأمل وجمال إلهي آخر بابتسامتهم البريئة وجمال روحهم .رغم إعاقتهم الجسدية فقد استقبلوني بحب ، نسيت غربتي ، لامست أيديهم يداي بكل رحابة صدر ،وكأني أعرفهم منذ زمن .
ماأجمل قلوبهم أحببتها وودت لو ضممتها بين أضلعي .كان قراري منذ أول وهلة إني سأقبع بغرفتي ولن أكلم كائنا من كان لكن وجوههم القمرية لاتفارق عيناي ،فصرت انتظرهم كل يوم عند نافذة تطل على شجيرات خضراء حيث يجتمعون ويمطروني بأعذب الكلام .
أحسست أن قلبي القاسي تحول إلى قلب طفل صغير، يرقص لرؤيتهم ويطير فرحا للعب معهم ، كم هم رائعين .فقد كانوا هم الأصحاء وأنا المعتلة ،أصحاء بقلوبهم البيضاء وأرواحهم الشفافة ،أيقنت أن الإعاقة في العقول وليست بالأجساد .
علموني كيف أنتصر على الألم ، وكيف أتحدى الزمن ، وأبحر بسفينة الحياة كربان قوي ، وأخوض تجارب عدة دونما تفكيير بالماضي ، بل شوقا للمستقبل دونما خوف يزعزع عزيمتي ..
فحمدا لله أن التقيتهم عزوز ونايف وهيا ورضا وعسكر وفهد وخالد حمودي وتومه وعمار و الكثيرون .أسماؤهم رسمت في مخيلتي لتبقى صورهم معي طوول الزمن . تبقى دافعا لي نحو النجاح وتحقيق الهدف .
من مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية بالرياض .
1 ping