
بدأت أولى فعاليات صيف نادي الأحساء الأدبي الثري بورشة عمل عن ” الإعلام والتغطيات الصحفية ” قدمتها الزميلة رئيسة اللجنة الإعلامية بالنادي الأستاذة فاطمة عبدالرحمن ، وذلك مساء الأحد التاسع والعشرين من الشهر الحالي في رحاب النادي الأدبي .
وأفاد رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري ” أن النادي رصد ميزانية خاصة للأنشطة الصيفية واستقبال المثقفين والمثقفات ، وفتح ديوانية المثقفين طوال العطلة الصيفية خلال الفترة المسائية ، وانتقى موضوعات تهم الأحساء خاصة والوطن عامة ، وكان للطفل قيمته وحضوره بورشة عمل يحضرها الأطفال فقط مع إشراف خاص لاستقبالهم ورعايتهم ، ولم يؤسس النادي وتدعمه حكومتنا الرشيدة إلا ليستقطب الجمهور النخبوي المثقف بأفق يشرق بالتوعية والإدراك .
وأشارت رئيسة القسم النسائي بالنادي الأديبة تهاني الصبيح أن العمل الصيفي له خطة مدروسة وإعداد مسبق مع تنوع الموضوعات وتخصيص محاضرة كاملة عن الأمن الفكري والمعرفي الذي يحيط الناس بمخاطر القرصنة الالكترونية وتشويه الحقائق خلال بثها للناس .
وتناولت الصحفية فاطمة عبدالرحمن في الورشة كل مايثري الحاضرات منها نبذة عن ماهية الإعلام وأهميته وكيفية التعامل معه مبينة أن العمل الإعلامي شائك الكلمة ومسؤولية تتطلب الحذر والوعي والإلمام التام أن سخر لها قنوات صحيحة ومعتمدة تعبر من خلالها للضوء لتخرج بصورتها الحقيقية والواضحة .
وذكرت أن الصُـحفي لابد أن يمتلك أدوات الكتابة وأن قدر له تبني موهبته بشكل سليم أثمر موضحة أن الحاضنة السليمة لها دور مهم في ضبط الأدوات وصقل القلم كما أن الممارسة والإطلاع الجيد يغذي الحصيلة .
وسلطت الضوء على الذات حيث قالت : اختبر نفسك قبل أن تعمل في الإعلام والصحافة هل لديك القدرة على تحمل المسؤولية وتخطي العقبات ؟ وهل تستطيع محاورة الآخر متحليا باللباقة والتخلص من نفسك ووضعها بزاوية مختلفة بحيث تتعامل مع المادة بحيادية ؟ هل لديك إلمام بمناحي الحياة وسياسة الدولة وقوانينها مع الإطلاع على خريطة العالم من حيث التعاطي مع الأحداث ؟
وشرحت مـكونات الـخبر وكيفية كتابة الخبر الصحفي وعناصره وأهم الاعتبارات التي يجب أن تتوفر في الخبر مع أبرز الأخطاء الشائعة في كتابة الخبر والفرق بين الخبر الصحفي والتقرير الصحفي .
وأشادت في حديثها الشيق بجريدة اليوم التي ساهمت بشكل كبير في تنمية حبها للإعلام والصحافة ولا يزال لها دور حياتها في رسم طريق واضح وخط خاص عبر سياسة الدار .
واسترجعت ذكرياتها معهم والبداية في عمر الزهور فهي كحال كل الفتيات المغرمات بالبوح والفضفضة عبر الخواطر والجميل بأنها لم تظل حبيسة الأدراج بل وجدت النور بإرسالها عبر صندوق البريد لتنال الاحتواء الإيجابي والمحفز على الاستمرار فنشرت أول مشاركة لها عبر صفحة “كتابات” ثم توالت إبداعاتها ونشرت قصائد “في صفحة في وهجير ” بإشراف الشاعر خضير البراق .
واستمرت الجريدة في دعمها فكتبت الأخبار المتنوعة في المحليات عبر ملحق الأحساء ثم منحت فرصة كتابة زاوية ثابتة تعلمت من خلالها كيفية مناقشة المشكلة وكيفية وضع نقطة النهاية .
كما ناقشت في صفحة الاقتصاد قضايا كثيرة بتوجيه المشرفين والزملاء ولم يقف الدعم والاحتواء عند هذا الحد بل أدرجت ضمن قائمة الصحفيين الذين كان لهم نصيب التدريب والتطوير في المركز الرئيسي في الدار عبر برنامجها التدريبي الذي تقـدمه لمنسوبيها ، فأخذت مجموعة من البرامج التدريبية التطبيقية عن مهارات الكتابة الصحفية حتى اختارت التخصص في كتابة الأخبار الثقافية والأدبية عبر اليوم الثقافي .
وعبرت أن هذه الصفحة التي لم تتوانَ عن مساعدتها في طريقة التعاطي مع المواد الثقافية والأدبية وطريقة عرض اللقاءات ومناقشة القضايا .
وعلقت أن أغلب الزملاء العاملين في الإعلام في الصحف المحلية السعودية مارسوا العمل في اليوم أولا وهذا دليل إنها حاضنة ومتبنية ودار صقل واحتواء .
وبينت ضرورة تعلم بروتوكولات خاصة للتعامل مع الحياة والناس جميعا ، وقالت مازلت أتعلم وأستفـيد وأكتب تجارب الناس وأضيفها لتجاربي ، نحن مع الناس وإلى الناس والجمهور هو النبض وشريان التواصل ، اصدق مع نفسك أولا تصدق مع الأخرين ، الشفافية والوضوح قانون العمل ، والرجوع إلى المصدر الصحيح خلاصة الخبر .
وأكدت أن التعامل مع الأخبار حساس جدا وقابل إلى التأويل والحذف والإضافة فعلى الجهة الناقلة تحري الصدق والتثبت في دقة مايتم نقله .
وأوضحت أن الإعلام ليس وجاهة واستغلال سلطة “السلطة الرابعة” بل لابد من تسخيرها للحق وبحث القضايا بما ينفع ويقدم خدمات حسب الغرض الذي تناولته .
وأضافت الإعلام ليس انفتاحا على الآخر بطريقة لايقبلها الدين وإسقاط للقيم والمبادئ والأخلاق بحجة الحرية بل هو رسالة تعكس المبادئ الجميلة وتجعلنا مرآة للشعوب لنقل وتبادل الخبرات بما ينفع المجتمع ويعلي شأنه في الحق .
وشكرت نادي الأحساء الأدبي وعلى رأسهم رئيس النادي الدكتور ظـافـر الشهري على اهتمامه ومتابعته المستمرة بجميع مايعنى بالحراك الأدبي والثقافي ، وتبنيه للعديد من الفعاليات والمناسبات التي توسع دائرة الخير والجمال الفكري وتؤثث لمستقبل رائد في ضبط بوصلة الحراك وتوجيهه لخدمة الثقافة والمثقفين .
ولصحيفة جواثا الإلكترونية قالت : أني سعدت بالمداخلات كثيرا لأنها دلت على وعي وإلمام كما أن الفتاة السعودية طموحة وتمتلك أدوات متنوعة لخوض عالم الصحافة وحضور مجموعة من قسم الإعلام من جامعة الملك فيصل يؤثث لمستقبل مهني واحترافي كما أتمنى أن تتكرر مثل هذه المناسبات لأنها تثري الحصيلة وتخلق جوا مفعما بالفائدة .
وفي الختام نثرت الصبيح أجمل عبارات الشكر والتقدير منقوشة على شهادة تكريما للأستاذة فاطمة عبدالرحمن على جهودها الطيبة ووسط جو مفعم بالفرح والسرور ونبض الشعر مع مثقفات المجتمع الكريمات .