الفوزُ – التفوّق – النصرُ – الغلبة – الحرّية – المجد . إنها دلالات عظيمة ، وعميقه وهي مطالبٌ هامه لكل فردٍ ومجتمع لكنّها مع الأسف لاتأتي على طبق من ذهب ولا تنزل مع غيث السماء.، إلا إن كانت مزيفه،أو مبطّنةً باحتمالاتٍ أخرى.
تقول الآيه الكريمة ( وقل اعملوا فسيرى الله عملَكم ورسوله والمؤمنون ).إذا أردنا الاستشهاد على هذا الارتباط الوثيق بين تحقّق هذه القيمِ الجميله والسعي الجاد والتخطيط الذكي ، فالتاريخ مليء بالأمثله منذ آدم إلى يومنا.
التاريخ الذي يدّعي معظمنا أنه يدرسه ويتفاعل ويتأثّر به ،لكننا فعليّاً دفنّاه وأطفأْنا قناديله وأغلقنا معظمَ أبوابه ،حينما تركناه أسيراً في الكتب المركونه على الأرفف ، وحين أغفلنا حاجتنا للرجوع اليه والتأكّد من سجلّاته ،وتمحيصِ وغربلةِ شواهده.
يقول محمد العلي في مقالة بعنوان “السؤال والتحديد” لماذا تقدم غيرنا ؟ طرح هذا التساؤل وأجاب بعدّة أمور كان منها : تقدّم غيرنا لأنه كان ينقد نفسه نقداً جلاداً ،ويصحح أخطائه ،لأنه لا يعتبر الخطأ نقصاً بل طريقا لبلوغ الافضل ) إنّه التاريخ الذي ضيّعنا هويته ،منذ نسينا أنه رسالة الزمن لنا ،وأنّه ذخيرة الإنسانيه التي نحملها في صدورنا ومعتقداتنا وسِيَرنا الذاتية
فهل توقّفنا يوماً لمراجعته ،وتأمّله والأخذ بمعطياته؟! منذ أيام احتفل المسلمون بانتصار الحشد الشعبي في العراق التي قدمت درساً عظيماً في هزيمة داعش ، وإخراجه من مدينة الموصل لتصبحَ كالحسناء الفاتنةِ التي اكتمل حسنها ، فأشعلت نار الغيرة في قلوب المدن المهدّده .
هل هذا تحققُّ حلم نازك الملائكة حيث قالت :سنحلم أنّا نسير إلى الأمس لا للغد وأنّا وصلنا إلى بابل ذات فجرٍ ندي أم أنهُ أطروحة مجدٍ تاريخيه وشهادة فخرٍ يستحقها بلاد الرافدين لتهنئي يانازك ، ولتقرّ عيناً أيها العراق فهذا فجر بابلك النّديّ يطلّ هازئاً بجراحاتِ الزمن ،وهاهي البطولات نعيد ضبط ساعتها حسب توقيت العراق .
أليس جديراً بالعالم ان يدرس هذه التجربه ، ويقرأها بشكلٍ موضوعيّ على الأقل ،بكونها مُعطىً إنسانياً قبل كونها حدثاً سياسياً أليس حَرِياً بنا كعرب غيورين أن نتقلّدَ هذا الإنجاز ،في أعناقنا وفاءً لأحلامٍ عربية تكاد تلفظ أنفاسها الأخيره في عالم النسيان – إن هذه التجربه هي الصورة والنموذج الحقيقي لما يحتاجه الوطن العربي الغارق ،في مشاكله وأزماته وأحلام يقظته ، ليبصرَ الحقيقة الناصعة،وليتمسّك بحبل نجاته .
هذا تاريخ العراق – ماذا عنا نحن ، ترى كيف سيكتبنا التاريخ ؟ وفي أي إطارٍ نوعيٍ سترانا الأجيال القادمه
بقلم : نورة النمر