
عبر خمسٍ وعشرين إشراقة كان الزواج الجماعي بالبطالية يمنح السنوات عطاءً تلو عطاء ليوجهَ بوصلة العمل التطوعي ناحيةَ الإتقان الملهِم، فالخبرة المكتنزة في سواعد القائمين على هذه التظاهرة الكبيرة تشكل اليوم رافداً قوياً يصب في نهر النجاح الذي راهنوا عليه طويلاً وكسبوا الرهان .
هذه الفعالية التي امتدّت إلى ربع قرن ليست سوى كائن حي نشأ وترعرع في ظروف هيأت له أسباب البقاء المثمر رغم كل العقبات التي تواجه أي مشروع اجتماعي، وينبغي علينا الاحتفاء بالجهود المخلصة التي أخذت على عاتقها مواصلة الطريق من أجل الوصول بالمهرجان إلى ما هو عليه الآن، والإرادة التي تستطيع أن تتجاوز المثبطات هي إرادة خلاقة قادرة على قيادة المسيرة وتسليمها للأجيال ناصعةً بهية.
الزواج الجماعي أصبح علامة فارقة في تاريخ البلدة بما حققه خلال سنوات خلَت، وقد دفعتنا إفرازاته الجادة إلى أن نتفاعل معه كحالة ثقافية واعية ساهمت بشكل أساس في إبراز قيمنا التي نفتخر بها وندافع عن حضورها في زمن التلاشي.
إننا اليوم أمام مفترق طرق ، والرهان غير المؤجل الذي يحقق اشتراطات التطوير هو إشراك الشباب في عملية النهوض بالأعمال الاجتماعية، ودفع عجلتها باتجاه التنمية وهذا الوعي المتحفز لم يغب عن اللجان التي تعاقبت على إدارة الجماعي طوال مسيرة حافلة بالعطاء، وواجبنا أن نشكر كل تلك الجهود التي تكاتفت بهدف ترشيد التكاليف على المتزوجين الجدد، ونشر أواصر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، وفتح شرفة الأمل أمام المستقبل الزاهر لأبناء البلدة.