لم تتوقع طالبة هادئة مثل هيا أن تُستدعى في آخر اختباراتها وتكون حديث الجميع بسبب لوحة رسمتها أثناء تواجدها بقاعة الاختبار ريثما يسمح لها بالخروج”صحيفة جواثا“اكتشفت هذه اللوحة الإبداعية والتقت بالطالب هيا أحمد بورسيس من الصف الأول ثانوي أجابت عن سؤالنا أنها مارست الرسم من صفها الأول الابتدائي، وأنها نالت تشجيعا من ذويها باعتبارها الموهبة المنفردة في العائلة بين البنين والبنات ومن أجل ذلك قامت على تطوير أناملها بالتعليم الذاتي وتقول لـ “جواثا”بثقة في حديث أريحي بين المعلمة وتلميذتها : أستطيع أن أطور من ذاتي في – دقيقة – ومن فرط الدهشة ارتدّت إليها إجابتها سؤالا :
في دقيقة تطورين من ذاتك ؟
نعم فأنا أستطيع أن أشاهد مقطع تيوب من دقيقة واحدة وأكون قد اكتسبت تدريبا ذاتيا مجانيا سريعا وسهلا وفي دقيقة.
رسمتي العين بمقلتها وأهدابها وجفنها كأنها عين ناظرة تدب فيها الحياة فهل تجيدين رسم الطبيعة بزهورها ودوابها وطيورها ؟
الحقيقة أنا أكتفي حاليا برسم الوجوه بملامحها وأدق تفاصيلها .. لكن ربما فيما بعد يتغير المسار، وذلك أني حين كنت طفلة وكنت أتسمر أمام شاشة التلفاز وأتابع مسلسل كرتوني مدبلج كان ينتابني شعور طاغٍ ورغبة قوية جامحة في لو أني أتمكن من رسم هذه الشخصيات المحببة لدي .
ألا تظنين أن الرغبة الشديدة قد مارست دورها وكانت الدافع لأن تمسك طفلة بصفها الابتدائي الأول الفراشي والألوان – أم أنه الله الذي تعالى في سماه قد حقق أمنية طفلة بريئة ففجر في كفيها ينبوعا من ذهب ؟
تقول وهي تبتسم: لاشك في أن الله يحوطنا برعاية تفوق إدراكنا وهو يتكفل بتوزيع مقدراته علينا من مواهب وملكات وأرزاق.
عما وجدت في الرسم ؟
أجابت بتنهيدة ثقيلة: في الرسم مساحة حرة للفضفضة ،لمسح الدموع دون بكاء أو نشيج في اللوحة حضن دافئ أبثه الأشجان الكثيرة . الورقة التي أنقش على ظهرها لاتملني ولا تتبرم مني .
هيا لم تتجاوزي السادسة عشر فكيف استطعتي أن تطوري نفسك بهذه السرعة وتمنحي لأناملك هذا الاحتراف ؟
المسألة سهلة ابتدأت بنسخ الرسوم أو مانسميه شفها وهذا أكسب يدي مرونة ثم انتقلت إلى خطوة محاكاة الرسومات وهو ما تطلب مني جهدا وأنا تجلدت له بالصبر لكنه صبر أنتج حصاده ثمارا يانعة تأهلت في الخطوة الثالثة لأن أتابع مشاهير الرسامين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأتدرب على أيدي أمهرهم في مقاطع التيوب حتى صقلت نفسي ولا أقول أني وصلت إلى ما أطمح إليه فمازال أمامي مشوار الألف ميل أطمح خلالها أن أمنح وساما على مستوى المملكة ودرعا على مستوى العالم العربي وجائزة نوبل ستكون من نصيبي يوما ما .
وفي جولتها الأخيرة طرقت”جواثا” مكتب قائدة المدرسة الثانوية الثانية بقيق الأستاذة مريم شبيب محمد الدوسري والتي رحبت بالصحيفة وشدت على يدها في إبراز المواهب الشابة ودفع عجلة التطور في البلاد وأكدت أن بين ظهراني مدرستها فتيات أوتين الموهبة بأجلى صورها ويسعى الفريق التعليمي لتحفيزهن وتطوير ملكاتهن حتى يقوم بالدور المناط به.