تقاس جودة العطور بأزكاها رائحة وادومها اثر وتقاس جودة الاعمال في هذا الشهر الفضيل في ايها اكثر وقعا على نفسية المؤمن واصعبها جهدا واكثرها نفعا له وللمجتمع من حوله ولعل من ازكى الاعمال والقربات الى الله سبحانه وتعالى واكثرها فائدة للمجتمع وادومها اثر على نفسية المؤمن هو
١– ( اصلاح ذات البين )
وهو افضل من عامة الصلاة والصيام فإصلاح ذات بين ليس بالامر السهل سواء شخصيا بين المؤمن واخيه او بين المتخاصمين حيث كما ورد افضل العبادات اهمزها فالتسامح والقفز على الجراح يحتاج الى سمو في الاخلاق ومرونه عالية ولياقة وقدرة كبيرة على تجاوز الحواجز والاهواء النفسية ليصل المؤمن الى فضاء الصفاء والانتصار على المعوقات للقرب الرباني وذلك يتطلب امرين مهمين
ا– رؤية الحق
الاول : رؤية الحق حق
الثانية : التوفيق لاتباع ذلك الحق والعمل به والاذعان لمطالبه في القول والفعل وفي الشكل والمضمون ،وفي الجوهر والمظهر وفي كل صغير وكبير
ب– رؤية الباطل
الثالث رؤية الباطل باطل
الرابع : التوفيق لإجتنابه
حيث قد يرى بعض المؤمنين الباطل بانه باطل ولكن لا يوفقون لاجتنابه بسبب الهوى حينا وخوفا على المصالح والتعصب القبلي حينا اخر .
٢ – (الورع عن محارم الله )
الورع عن محارم الله وليس قرآءة القرآن او الادعية او الصدقة فكلها مقدمات لكي نتقي الله والورع هو ثمرة من ثمرات التقوى واعلى رتبة منها فهو ليس فقط ترك الحرام او المكروه بل يتعداه الى اي شبهة او ريبة تحوم حول الحمى يمكن ان تقود الى حرام (افضل الاعمال في شهر رمضان ) والوصول الى هذه المرتبة ليس بالامر السهل فهو يحتاج الى جهاد نفس وحساسية في الضمير واستشعار دائم لوجود الحق تعالى وهو من الغايات الكبرى لهذا الشهر الفضيل والمراتب العليا التي يحبذا للمؤمن الوصول اليها ونيلها او اغلبها .
(ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ )(محمد : 3 ) .. ( وَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ) (الزخرف : 30 ) … ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (ص : 26 .. ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) (الأعراف : 12
اللهم أرنا الحق وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
بقلم : صالح البراك