فندت الدكتورة زهراء الغافلي دكتوراء في الأسرة والطفل الطرق الاعتيادية التي يستعين بها الآباء والتربويون من المسارعة في الاجابة على تساؤلات الطفل وأسمت ذلك بالتربية ( خارج الصندوق) وهي التربية التقليدية المتعارف عليها التي تعتمد على حشو ذهن الطفل بالمعلومات والمعارف المختلفة دون أن يكون له أي دور في عملية التربية
ورأت أن الطريقة التربوية الصحيحة هي أن نتيح للطفل لأن يجيب على تساؤلات نفسه بنفسه ، وأقصى ماينبغي للآباء والتربوييون فعله هو تأمين دائرة محيط الطفل ومنحه فرصة لأن يُعَمّل عقله فيسأل ويتحرك ويبحث ويختار ويجرب
ثم يستنتج ويتوصل إلى إجابته ويشبع فضوله بطرق عملية تساهم في تشغيل خلايا مخه وتدعم ثقته بنفسه وترسخ الجوانب العلمية وتثير لديه الرغبة في الاستزادة
وأكدت الدكتورة زهراء بأن هذه هي الطريقة الحديثة التي تحدث عنها العلماء منذ أكثرمن ثلاثين عاما والتي تبدأ من الطفل ثم الخارج عكس الطريقة التقليدية المتعارف عليها التي تبدأ من الخارج وكأن الطفل مستقبل ومتلقي فقط ليس له دور في العملية التربوية.
يقول العالم بياجيه المتخصص في علم الطفل أنه راقب ثلاثة من أطفاله فترات نموهم ويقول كلما علمنا الطفل شيء منعناه من أن يكتشف عنه بنفسه حتى تموت هذه الرغبة في السؤال والاختيار والبحث وأعطيناه النتيجة جاهزة.
وفي سياق متصل أكدت أن عملية التعليم أهم من الناتج والحاصل من التربية والتعليم فالطفل هو الذي يسأل وهو الذي يقوم برحلة الاستكشاف اذا هو الفاعل والمتحرك والمستكشف ومن ثم المجيب عن سؤاله .
ونوهت الغافلي بأن أهم دور يقوم به المربي هو : إزالة العوائق في طريق المتربي وتوفير بيئة تثير الأسئلة وإحاطته بجو من الأمان واعتبرت أن فقدان الأمان هو أكبر عائق في الرحلة التعليمية .
كذلك توفير جو الحب ونوهت بأن الحب كالوقود للطائرة أو الصاروخ فكلما زاد الوقود حرك الطفل نحو الهدف الذي خلق من أجله بقوة سيفاجئ العالم بأسره .
كما لخصت الغافلي الأمور التي ينبغي للمربي تجنبها ومنها استخدام الأساليب القهرية والجبرية في عملية التعليم وكثرة الكلام والنصح والتدخل الزائد عن الحد في شؤونه واختياراته كثرة التحبيط والتشجيع وأن الأخير قد يقتل الرغبة الداخلية في الحركة بحيث لا يتحرك إلا بوجود مشجع خارجي .
وأوضحت مكانة ودور الحب في التربية بأنه ينعش الروح مشيرة إلى أن ذلك سيثمر أن يتصف المحب بصفات محبوبه وذكرت الغافلي رأي أغوستين” أن الإنسان هو نفس ذلك الشيء الذي يحبه فإذا أحب حجرا فهو حجر وإذا أحب إنسانا فهو إنسان وإذا أحب الله فلا أقدر أن أقول شيئا ” .