
على الرغم من صغر سنها الاأنها كانت تمتلك عقلية فذة تضاهي عقلية امرأة ناضجة تلك الفتاة الصغيرة التي لم تتجاوز العاشرة التقيتها في بيت جدتها لامها التي احتوتها وقامت على رعايتها بعد رحيل والدتها٠
استقبلتني بابتسامة ملائكية ملؤها الفرح والسعادة احتضنتها بلهفة أشعلت منابع السكون في وجداني ،غمرني رحيق أنفاسها العذبة وملمس أناملها الناعمة الدافئة٠
قادتني الى غرفتها الصغيرة التي لاتكاد تخلو كل زاوية فيها من الكتب المنوعة والقصص المشوقة باستثناء زاوية (الحلم الجميل) كما أسمتها والتي أخبرتني فيمابعد أنها تخص والدتها الراحلة ٠
كانت هذه الزاوية مصدرالالهام بالنسبة لها
تستمد منها القوة وتبعث فيها روح العزيمة والاصرار وتأخذها الى عوالم السكون والراحة الأبدية ، حيث كانت أمها تأتيها كل ليلة وتبحر معها في زورق جميل عبر نهر يشع بالنور والضياء لتصل بها الى حديقة غناء محفوفة بالنخيل والأشجار مزينة بالورود والأزهار تجري فيها عيون ساحرة صيغت بروعة الابداع الالهي والتي عبرت عنها بقولها انها جنة الخلد التي تسكنها أمي ٠
نعم في أحيان كثيرة الأحلام الجميلة تخترق الأحشاء وتنعش الذاكرة بمختلف الصور والأحداث المؤثرة والتي تهيم بنا عبر أروقة الزمن نستكشف من خلالها عوالم جديدة ربما تقودنا الى دروب النجاح وتفتح لنا افاق واسعةلمدارك العقول وتجاوبها مع الأحداث ٠٠٠٠