شهدت ديوانية المثقفين للنادي الأدبي بالأحساء مساء الثلاثاء الثامن عشر من الشهر الجاري أمسية ثقافية عنوانها “المسرح السعودي تجربته وحضوره “للدكتور سامي الجمعان وبإدارة الشاعر الأستاذ صالح الحربي .
رحب الحربي بالحضور الطيب وبالدكتور الجمعان واصفا إياه بالفارس الجميل ، وقدم عبير سيرته الذاتية الحافلة بالإنجازات .
أثرى الدكتور الجمعان بحواره الشيق ذو المفاتيح الذهبية النقاش مع نخبة المجتمع من المثقفين و الأدباء والمسرحيين والإعلاميين .
لقد طرح الجمعان القضايا التي تلامس العمق بدأها بموقع المسرح السعودي في تجربة المسرح العربي مصرحا بأنه يتموقع في الصفوف الأولى بعد مسيرة صبر طويلة نحت الصخر فيها ،ووصف المعاناة من المواقف المحبطة للأخوة النقاد العرب تجاه عروض المسرح السعودي ومع ذلك حصد الجوائز ووصل صوته خارجيا أكثر منه داخليا .
وأضاف أن عروض المسرحيين طوال ٢٥عام وأكثر موجهة للنخبة فقط مبتعدة عن العروض الجماهيرية مماسبب فجوة بين المسرح والناس في حين أن المسرح عبر العصور من الناس للناس ،ولفت الأنظار إلى تغير الوضعية الاجتماعية السعودية حيث الفنون يدور حولها الكثير من اللغط الاجتماعي والتيارات المتشددة ضد المسرح السعودي وخاصة في الثمانينات من القرن الماضي .
وأشار إلى انحسار دور المسرح في المملكة وتقدم العروض الشعبية عليه وظل منزويًا خلال السنين الماضية ثم عاد بقوة في الأعوام الأخيرة ،واكتفى في توضيح مثال لمعاناتهم بذكر واقعة حدثت له مع الأستاذ علي الغوينم حينما كانوا يجهزون لعرض مسرحية للأطفال وجدوا ديكورات المسرح مدمرة عبثيا قبل ساعة وثلاثين دقيقة من العرض لكن بالعزيمة والإصرار من طاقم المسرحية أعادوا تهيئة المسرح وعرضت المسرحية في وقتها.
كماذكر معاناة مصطلح الخصوصية السعودية ومواجهته لها، وواجب المبدعين كافة المحافظة على الهوية الوطنية.
وتحدث الجمعان عن نشوء جمعية الثقافة والفنون السعودية والتي ظهر فرعها أولا في الأحساء ١٣٩٠ هـ قبل ظهور الجمعية الرئيسة في الرياض ١٣٩٢هـ ولم يعترف بالفرع الأحسائي كفرع رسمي مدعوم من قبلها إلا بعد عام كامل عام ١٣٩٣ هـ ، وشرح مشكلة جمعية الثقافة والفنون في الأحساء في عدم وجود مقر ثابت لها.
وأعلن مدير فرع جمعية الثقافة بالأحساء علي الغوينم، عن تعاون مشترك بين الجمعية والنادي سيظهر خلال الأيام القادمة وهو عمل مسرحي ثقافي ضخم.
شارك رئيس النادي الأدبي الدكتور ظافر الشهري بالحديث عن تاريخ المسرح خلال تواجده للدراسة في مكة المكرمة للمرحلة المتوسطة في زمن رائد من رواد المسرح الأستاذ السباعي عايشها بشكل مباشر مع أحداث رافقت تلك الحقبة الزمنية .
ورد الجمعان على سؤال المخرج المسرحي سلطان النوة بأن التليفزيون السعودي ومع أنه حاضر في كثير من المهرجانات والعروض المسرحية السعودية، إلا أنه لم يبث إلا القليل .
طرحت عضو الجمعية العمومية الكاتبة الأستاذة فطمة زلزلة عدة تساؤلات مهمة تتمثل في هل تفكيك سرابيل تلك الخصوصية يدعم انتعاش المسرح السعودي حقاً؟ أم هناك قيود أخرى خفية بمسميات أخرى تعترض الطريق من وراء الكواليس؟ وهل هناك بوادر مستقبلية للحضور النسائي في المسرح السعودي ؟
ولصحيفة جواثا الإلكترونية عبر الجمعان عن رأيه فقال :“هذا اللقاء الرمضاني المفعم بالثقافة والقضايا الأدبية الذي يطرحه نادي الأحساء الأدبي يشير إلى وجود حراك حقيقي من قبل هذا النادي ، يريد أن يوصل عدد من البرامج الثقافية والأدبية للناس والليلة تحدثنا عن المسرح والأمس كان عن الرواية وغداعن موضوع آخر .
في الحقيقة أتقدم بالشكر الكبير للنادي وللجنة القائمة على هذا البرنامج الرمضاني وأؤكد أن الأندية الأدبية منارة لإدارة مثل هذه الحوارات والثقافات حول قضايا كثيرة في المجتمع السعودي فالشكر والتقدير لهم، وباسمي وأني قدمت هذه الليلة عن المسرح السعودي أقول أن هذه فرصة سانحة أن يقدم المسرح السعودي للناس وتطرح قضاياه .وكذلك الآن يساهم معنا الإعلام ممثلا في صحيفة جواثا أن ينشر لنا هذه المعلومات التي تحدثنا عنها في قضايا المسرح السعودي “
وفي الختام قدمت من السادة الكرام أجمل العبارات منقوشة على الشهادات والدروع التذكارية للدكتور الجمعان .