استضاف أدبي الأحساء الدكتور محمود السلمان مساء الاثنين السابع عشر من الشهر الجاري في أمسية “قراءة في رواية لقاء البحر ” وبإدارة الدكتور نضال الشامي .
نُشرت رواية الدكتور السلمان عام ٢٠٠٩ وتدور أحداثها بين حيفا بفلسطين وعمان بالأردن . ويحمل عنوان الرواية تفسيرا لدى الكاتب وضحه في بداية حديثه بأن اللقاء مع البحر يعني به البحر الأبيض المتوسط الذي منه دخل العدو إلى فلسطين المحتلة . فغادر الوالدان حيفا ليستقرا في الأردن . وولد هناك ليكتب على صفحات البحر وهو لم يره قط .
ولقاء البحر رواية تتحدث عن الحزن الذي لا يتوقف. فالجرح متجدد. استطاع بطل القصة “أحمد” أن يلتقي بأخيه المفقود بعد خمسون عاما. إلا أنه لا يستطيع لقاء وطنه وأرضه متى شاء وكيفما شاء. يستطيع “يوسف ” الطفل المفقود أن يزور والديه الآن متى شاء في الوطن الجديد الأردن. لكنه في كل مرة عليه أن يترك الأرض وما عليها من ذكريات وراءه، لا يستطيع إحضارها معه، أو أخذهم إليها كما يتمنى، ويحلم والديه. تبقى الذكريات فقط من يستطيعا العيش عليها.
وعندما التقى “أحمد” بأرضه لأول مرة، ومطره ورعده وشتاءه ، دار الحديث بينه وبين ذاته ، حيث استمر الناس بمراقبته وهم لا يستطيعوا أن يروا غير مطر ولا يسمعوا غير رعد! بينما “أحمد” في حفل لقاء ضم لفيفا من الحب والذكريات وصوت الرعد وقطرات المطر! هذا هو اللقاء الحقيقي بين الأرض وبين من يملكها فعلا بقوة الحب والحقيقة، وليس بقوة السلاح والباطل.
فقد ركز السلمان على عقدة الحرمان من المكان والحرمان وحده هو من يولد الحب والاشتياق المتأجج بالروح دوما .وشرح مشاعر الإحساس بالأمومة تجاه امرأة ربت شاباً لم تلده لتكون أماً حقيقية له .
وعقب الدكتور الشامي بأن الرواية تعود أحداثها لعام ١٩٤٨ وسقوط الكثير من ضحاياالحروب حيث ذهب البطل أحمد المثقف ليبحث عن أخيه يوسف المفقود وهو في مهده ، وحقيقة الرواية لا تكمن بين لقاء أخوين فقط لأن للقاء طعم آخر بعد الفراق مسلطا الضوء على ثيمة الزمن . وأن السلمان وثق حدثاً جماعيا عميقا في روايته يمس الأمة في قضية عالمية .
وتوالت المداخلات الثرية من رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري الذي اعتبر رواية لقاء البحر عملاً روائيا رائعا كان يجب طرحه وتسليط الضوء عليه في توقيت زمني يستقطب حشداً من المثقفين والكتاب ، معتبرا أن البحر رمزاً كبيرا للكثير من الأبعاد الإنسانية والوجدانية .
ومن الشخصيات التي شاركت بالمداخلات نائب رئيس النادي الدكتور خالد الجريان والدكتور عز الدين السافي والكاتب صالح الحربي والصحفي عبدالله القطان .
ولصحيفة جواثا الإلكترونية قالت رئيسة القسم النسائي بالنادي الأديبة تهاني الصبيح “أن الدكتور السلمان تكلم عن لقاء الأخوين وعن الفقد والضياع والبعد والوجع الإنساني ، وهنا استحضارٌ جميل ليوسف الصديق وعهد الأخوة ، كما أن توظيف الأدب لخدمة قضايا الأمة وتاريخها هو أدب خالد على مرّ العصور .”
وعبر الدكتور السلمان عن أمسيته قائلا :” لقد أعجبتني وعلى الرغم من قلة الجمهور إلا أنني شعرت بأهمية الحاضرين وشعرت بالتالي بأن نخبة النخبة قد حضرت ،كنت فعلا سعيدا بها وبالأسئلة التي طرحت فيها. وكان إحساس معظم الحاضرين الكبير بكلماتي يعكس جودة الفكر الراقي الذي يحملونه و كنت بكل صدق سعيد جدا بكم “
وفي الختام أهدى الدكتور الشهري الشهادات والدروع التذكارية للضيفين الدكتورين السلمان والشامي تكريما لهما .
1 ping