صوتها يخترق مسامعك في وهلة دخولك الاول فتدمع عيناك تحسب أنها هنا فتتلفت علّك تلتقي بها منكبة على أوراقها أو عند استقبال زوارها، فلا تلتقي بها ويرتد اليك بصرك محملا بغبنة الخيبات.
أُبنت يوم أمس الأديبة والإعلامية الراحلة شمس علي في أمسية توافد إليها مجموعة من الأديبات والفاضلات بوجوه عليها غبرة حزن قد سحّت دموع مآقيها حتى أخضر عشب وأثمر شجر
وقد أفشت الوجوه التي ذبلت بشاشتها عن حبها وصدق حنينها لامرأة احتلت زاويتها بعناية من سطح القلوب وجوفها.
وكشفت هذه الأمسية التأبينية بعد مرور أربعين يوم على رحيل شمس علي عن فصول كانت مستترة عن العالم الأدبي والإعلامي ، فشمس التي ذاع صيتها في الأفق السعودي وحازت على غنائمها من الجوائز الأدبية من مختلف نوادي المملكة، وأثمر عمرها الأدبي عن كتابين من نخبة المؤلفات السعودية هما طقس ونيران، والمشي فوق رمال ساخنة.
هذا مايدريه الناس عنها … وما لا يدرونه أنها وبشهادة المقربون والأدنون من يومياتها أنها ابنة بارة من الدرجة الأولى وذُكرت قصص ومواقف تشهد على حبها لأبويها بحد أنها تجد في نفسها أما لوالدتها هناك شعور جارف يجعلها -رحمها الله – تصر على رعايتها وتمشي بمشيتها وتسهر على راحتها وتعكف في البيت توفية لاحتياجاتها.
كما أكدت قريباتها أن شمس قلّ نظيرها في الرعاية والمحبة وخفض الجناح . أما شقيقة زوجها الكاتب زكريا العباد فكانت متعجبة من صبرها في مواجهة هذا المرض العنيف وهي التي تكفكف دموع زوجها وأحبتها وتقول بلسانٍ أثقله النزال في مصارعة العلة : سأصبر صبر أيوب !! .
قدمت للأمسية زهراء الرضي ثم تحدثت إيمان الحمد ابنة أخ الفقيدة عن السيرة المشرقة للأديبة الراحلة شمس علي،، ووقفت على منصة نعييها الكاتبة ألباب كاظم حيث ألقت مقالها في “رحيل شمس الحانية ” مستهلة بأبيات السياب التي قالها وهو يصارع مرضه العضال لك الحمد إن الرزايا ندى وإن الجراح هدايا الحبيب كمقاربة بين الشاعر الأسطورة وبين الراحلة المتفردة ببعض خصالها، فكلاهما واجه المرض ببطولة ، وكلاهما كان دفعة أمل لأبناء جيله ، وأيضا هما الاثنان تدفق لمسيرة الأدب العربي دون منازع.
ثم كلمة تضج بالحنين قدمتها عائلة الناصر وهي العائلة الأم لشمس علي على لسان زينب الناصر. وقصيدة “شمس” أنشدتها الشاعرة نورة النمر ترثي فيها فقيدة الوسط الثقافي بالمنطقة الشرقية .
وقدم الشاعر جاسم المشرف تعازيه لذوي الفقيدة بكلمة باسم ملتقى ابن المقرب ألقتها مريم العيثان.
كما شارك ملتقى -الزهراء الثقافي – بقصيدة للشاعرة كريمة الخاطر “في غياهب الشمس ” مطلعها : بتعدادها قد بدت أربعون ولكنها بالغياب سنون
وكلمة للكاتبة سوزان الرمضان ألقتها وهي بين زفرة واسترجاع وحوقلة عنونتها ب “مقاييس شمس”
وشاركت مجموعة من السيدات يحكين مواقف شمس النبيلة معهن وغبنة فقدها المبكر.. من ضمنهن كانت مداخلة للإعلامية الأديبة وفاء السعد سردت جميلا تدين به لشمس علي مدى الحياة.
وكذلك مشاركة لندى الأحمد والتي استلمت جائزتها الأخيرة التي تزامنت مع يوم وفاتها وانتقالها إلى الرفيق الأعلى.