يسعى بعض المهتمين والمريدين في مجال الثقافي الأدبي متابعةً سير حياة مريديهم من الكتاب والأدباء الأحياء منهم والمتوفين، فيبذلون جهدا ممتعا في جمع كل ما يتعلق بهم من إبداع ونَّتاج في شتى المجالات ولا يقتصر الجمع على ما ينتجه أولائك على الصعيد الأدبي والثقافي إنما كل نشاط حياتي تميزوا بهم عن غيرهم، يُأخذ بعين الاهتمام، ويودع ضمن الأعمال المشرفة لهم.
يوم الأحد مساء بتاريخ 16 رمضان 1438، أحيا كوكبة من المحبين مسيرة الصحفية والقاصة شمس علي يرحمها الله، وسُرد العديد من مناقبها ومآثرها في المجال الأدبي والحياتي، فلها من الإسهامات والنشاطات التي يفتخر بها وطنها ومجتمعها، لقد أبقت الراحلة ليس فقط على نتاج أدبي متألق إنما أيضا ذكريات ظلت شاخصة وماثلة في قلوب من داناها عن قرب أو عن بعد.
الجدير بالذكر أن الراحلة شمس نثرت جمال لطفها لكل من صادفتهم في مسيرة حياتها، كما أنها لم تتوانى عن تقديم المشورة أو المساعدة بمحبة لمن ابتغاها، لم تتغيب عن الأمسيات الأدبية ولبت الكثير من الدعوات بتواضع، شغفت بالعلم وقرأت كثيرا لنجد ذلك واضحا في نقاشاتها البليغة وما خطته أناملها من قصص ومقالات مشرقة، و من ما يسترعي الانتباه أيضا في حياة المرحومة شمس أنها حظيت بالفوز والتكريم في المجال الأدبي من عدة أندية لكنها لم تستعرض وتتفاخر بما أنجزته، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على ثقتها و مهارتها وإمكانياتها العملاقة التي تجعل الآخرين يتحدثون عنها بإعجاب.
حفي بمن لا مست ذكراها قلوبنا وعطاءها عالمنا أن يُشاد بمسيرتها الباهرة ، في محافل الأدب والثقافة، وما كان التأبين إلا تجديدا لذكراها الطيبة وتأكيدا على الشوق والمحبة التي يكنها لها مجتمعها ومحبيها، وتقديمها كقدوة فهي محرض للشباب للسعي وتحقيق الأهداف بروح عالية وتواضع وباعث على حب العلم والمسؤولية نحو ذلك، ما تولده تجاربها من تأمل في معنى الصبر والأمل بالله.
فإن من ارتقاء المجتمعات الإنسانية قائم على إحياء ذكرى مبدعيها، في حياتهم وبعدها لأن ذلك يمد جسورا نحو التطور في شتى المجالات، ويثري فصولا من الحياة.