
دار عبير النقاش في ديوانية المثقفين برحاب أدبي الأحساء مساء الأربعاء الثاني عشر من الشهر الحالي حول “المسلسلات الرمضانية وأثرها على المشاهدين ” بين المخرج علي الشويفعي والفنان راضي المهنا والجمهور بإدارة الشاعر الأستاذ صالح الحربي وبحضور الدكتور ظافر الشهري ونخبة من المثقفين والمثقفات .
استعرض الحربي السيرة الذاتية للضيفين والمشاركات في الأعمال الفنية المميزة في السعودية والخليج بداية مع المهنا الذي مثل أول عمل فني له في المرحلة الابتدائية بعنوان دروب وأشواك وتوالت الإبداعات مثل خلك معي وطاش ماطاش والكثير وآخرها أصعب قرار أما المخرج الشويفعي فقد قدم العديدمن الأعمال منها شرباكة بطولة الفنان راضي المهناوالفنانة هيفاءحسين والفنان خالد التركي.
رحب الدكتور ظافرالشهري رئيس النادي الأدبي بالحضور الطيب وبالضيفين معلقا على محبة الجماهير وإعجابهم بأعمالهم الفنية .
وقدم المخرج الشويفع والفنان المهنا الشكرللنادي وللدكتور الشهري وللأستاذ الحربي على الاستضافة وجمال الحفاوة .
أكد الدكتور الشهري في كلمته على أن الدراما السعودية قطعت شوطا كبيرا ومدى حاجتها إلى الدعم بصوره المتعددة ، وأن الفنان السعودي لم يأخذ حقه في أي مكان مشيرا إلى نظرة بعض المشاهدين القاصرة له بأنه إنسان للضحك فقط بينما الدراما والفن المسرحي فيه معالجة لقضايا المجتمع .
وذكر أن في الثقافات القديمة مثل عصر أرسطو المسرح له دور كبير في توجيه الناس وتثقيفهم ، كما أشار إلى مطلع العصر الحديث ودور المسرح الكويتي والسوري وتحليق الناس حول التلفزيون لمشاهدة إبداعات الفنان دريد لحام ” غوار ” ومافيها من الاسقاطات السياسية والمجتمعية ومعالجة القضايا . وأضاف أن نظرته تلك تعود إلى تدريسه الأدب العربي الذي يشمل كل الفنون الجميلة ، وأن من الواجب على الجميع وليس النخبة فقط تثقيف المجتمع لاسيما الوقت الراهن حين يحرك الرأي العام شباب وسائل التواصل الاجتماعي ، وبين أهمية تقبل النقد البناء وهذا ماطرحه في التواصل مع الإعلاميين في بداية افتتاح النادي الأدبي . كما طرح تساؤلا عن السر وراء اقتصار الإنتاج الفني على شهر رمضان فقط بينما تترك على مدار السنة .
وقد رأى المخرج الشويفعي بأنه لاشك المسلسلات لها تأثير كبير على مستوى الفرد والمجتمع سواء تأثير سلبي أو إيجابي.
وأردف أن أخطر فئة عمرية الأطفال فهم لايميزون بين الواقع والخيال فكل مايراه على الشاشة بالنسبة له حقيقة فيتأثر به بشكل كبير ، لدرجة أخذ مايراه من الممثلين وأبطال العمل من ألفاظ وحركات وأفعال وأحداث ويطبقها في حياته هنا احتمالية اكتساب السلوك الخطأ وبدون تفكير أكبر بكثير.
ووجد أن هذا ينطبق على الشباب في سن المراهقة فهي مرحلة خطرة جدا مما يهدد مصيرهم بالفشل والانحراف بزعم إعجابه بأبطال المسلسلات. وهذا مؤشر خطير فلابد حين تقديم الأعمال الدرامية النظر بشكل دقيق نحو المحتوى والمضمون بالنص ومايطرح على الشاشة.
وذكر حول الاختلاف بين المسلسلات السابقة والحالية بأنه يوجد اختلاف كبير جدا والدليل على ذلك بأن المسلسلات السابقة إلى الآن تذكر مثال على ذلك مسلسل فايزالتوش وطاش ما طاش وغيرها من المسلسلات فهي تلامس هموم ومشاكل الفرد والمجتمع بشكل كبير وأيضا مسلسلات الأطفال كانت قمة الروعة فيماتطرح.
وأضاف الأعمال الحالية فيها الجيد ماننكرذلك ولكن الأعمال دون المستوى مؤشرها أعلى ليست على المستوى الذي يتمناها المتلقي من ناحية المحتوى والمضمون مع أن الأعمال الحالية إنتاجها أضخم وأعلى من ناحية الميزانية والتقنية عن الأعمال السابقة فترة السبعينات والثمانينات.
وقد حدد الفنان المهنا أثناء النقاش في أسباب ضعف الدراما خلال السنوات الأخيرة حيث يرى أن المشكلة الأساسية تتمثل في عدة أمور أولها النصوص فالشكوى دائمة من إيجاد النص المميز.
وعين الأمر الثاني بأنه يعود إلى توقيت التصوير للأعمال التلفزيونية الغيرمناسب حيث نجد التعميد قبل رمضان في وقت ضيق إضافة إلى حرارة الجو من أسباب تدني مستوى الدراما. والأمر الثالث تأثير الدخلاء على الفن في الآونة الأخيرة وأخيرا المنتج وهمه المكسب المادي .
وتطرق مع الحضور إلى أن الأحساء أرض خصبة ومناسبة جدا لتنفيذ الأعمال الدرامية أهمها أهلها متعاونين جدا في خدمة أي منتج يحب أن ينفذ عمله فيها .
وشاركت رئيسة القسم النسائي الأديبة تهاني الصبيح بقولها أن كل ما نتأمله ممن يتقمصون أدورانا في الحياة ويمثلون أبعادها لنا هو تبني القضايا التي تخدم التعليم ومشاكل المعلمات ، وأعرف أن هذا الموضوع قد تم تناوله لكنه يحتاج إلى المزيد من الظهور فخلف التعليم طاقات هائلة لم ترَ للنور سبيلا .
وأضافت أن خلف التعليم نساء يجاهدن بين التربية والعطاء وخلف التعليم قنابل ربما تشجع على التطرف ولا تعطي للوطنية حقها الذي يليق بها في وطن نحن بأهم الحاجة فيه الى التلاحم ونشر المحبة والسلام.
كما عبرت الكاتبة ومسؤولة العلاقات بالنادي الأستاذة فطمة زلزلة عن رأيها في الدراما السعودية عبر تساؤل عن مدى إنصافها للفنان السعودي .
وناقشت الأساتذة بأن لا إنصاف عندما يكون الانتاج برمته سعودي من سيناريو وإخراج وإنتاج وممثلين ولكن يزرع بينهم ممثل خليجي ليسوق العمل ،وأن هنا ظلم وإنقاص في قدر الممثل السعودي فهو مبدع وله حق في عيش أدوار البطولة ونجاحاتها، وقد وافقها المخرج الشويفعي الرأي لكن اللائمة تقع على شركات الانتاج والتسويق وسياستها .
وأبدت قائدة المدرسة الكاتبة أمل الحربي اندهاشها من عدم ظهور فيلم ضخم يجسد هذه الفترة التاريخية التي نعيشها من تاريخ المملكة أو عمل تلفزيوني يمتاز بالقوة يعرض بطولات جنودنا البواسل في الحد الجنوبي ويتطرق لشهداء الوطن .
تحدث الأستاذ عبدالله جلال عن الأعمال قديما وتأثيرها الذي يحفر في الذاكرة والآن أصبحت تحمل الكثير من المأساة والمضامين والعادات البعيدة عنا.
وقارن رئيس الإعلام بالنادي الأستاذ عبدالجليل الحافظ بين الأعمال في العالم مثل ستار تريك استمر أكثر من أربعين عام بنجاح لدور المخرج في صناعة الممثل ولوجود عشرين عالم من هارفرد متخصصين يناقشون النص أما العالم العربي يفتقر لذلك تماما في أبسط المشاهد التمثيلية . وأيضا ضرورة اختيار الممثل المناسب لأداء الشخصية التاريخية.
ولصحيفة جواثا الإلكترونية ذكر الفنان الشاب جعفر عبدالهادي : “ظاهرة صحية أن يقوم النادي الأدبي بهذه الأنشطة الفنية واستضافة فنانين لا تقل خبرتهم عن 20 سنة ومناقشتهم في أمور فنية تخص الدراما الرمضانية على وجه الخصوص وأن المحاضرة مفيدة من جميع النواحي ،وأنا أتمنى إقامة مثل هذه الندوات والمحاضرات في المنطقة يكون مستمرا ، لأن نحن بحاجة ماسة لمثل هذه المحاضرات التي تناقش شيئا ملامسا للمجتمع وهي الدراما الرمضانية.”
وفي الختام كرم الدكتور الشهري المخرج والفنان بتقديم الشهادات والدروع القيمة على جهودكم الرائعة .