أيها الأحبة الطيبون والأخوة المؤمنون أسعد الله أيامكم بالخير والبركات وزين لياليكم بالرحمات وطيب أنفاسكم بذكر الله والصلاة على محمد وآل محمد..
ليلة من ليالي الخير والسعد والرحمة والبركات، تلألأت بنور السبط الأول لرسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما سلام الله، ليضفي عليها جمال الكرم المحمدي والحلم العلوي والصبر الفاطمي..
طابت هذه الليلة بعطر الحسن الزكي عليه السلام فنشرته في أرجاء المعمورة لتمتع به قلوباً ترقبت لحظة ولادته بشوق لتشارك خير المرسلين فرحته بأهازيج السرور التي تصدح بها حناجرهم متبادلة خلالها التهاني والتبريكات..
فليتفاعل كل مؤمن مع هذه المناسبة الكريمة وليظهر وبجلاء الفرح ليُسجل بحروف من نور حضوره فيكتب عند الله ممن يفرح لفرح آل محمد كما يحزن لحزنهم، ولينال بذلك الأجر العظيم بشفاعة السبط الكريم المظلوم في حياته والمظلوم في وفاته والمظلوم في جنازته والمظلوم عند الكثير من شيعته..
لنشارك بالإحتفالات ولنشارك بتوزيع الحلاوات ولنشارك بكتابة الشعر ولنشارك بتسطير أجمل وأعذب الكلام، فالإمام الحسن كالإمام لحسين عليهما السلام في الفضل والعظمة وفي المواقف النبيلة والتي لولاها لما امتد النهج المحمدي بنهضة أخوه الحسين عليهما السلام إلى هذا اليوم، فالحسن بشروط الصلح حاضر معاوية وأبدا زيفه ومهَّد لأخيه الحسين بالقيام بتلك النهضة المباركة والتي أبان بها الحق وأهله وأزهقت الباطل وأهله وعبَّد بها طريقاً سوياً للأحرار يسيرون فيه بإباء للعزة والكرامة والحياة الباقية الخالية من الأكدار..
أيها المؤمنون: أضيئوا بيوتكم بالأنوار وطيبوا مجالسكم بالأفراح وزينوا شوارعكم بفلذات الأكباد واعطوهم من خير الله واذكروا لهم أنكم تتأسون بعطائكم لهم بكريم أهل البيت الإمام الحسن عليه السلام الذي تجود نفسه بالخير قبل السؤال..
بارك الله في كل من أضاء وجهه في هذه الليلة بابتسامة تصدَّق بها على حزين وبصلة أفرح بها قريب وبفعل جميل أزال بها عن قلبه درن المعاصي مازجاً كل ذلك بالقول بالقول المبدي للإبتهاج بمناسبة إزهارة مصباح رابع الأنوار وثاني الأئمة الأطهار الحسن بن علي عليهما أفضل وأتم الصلاة والسلام..