ويهل علينا رمضان، شهرنا الفضيل، برونقه وبهائه الدائم، ويغمر قلوبنا العطشى بفيض أنواره، فنستلهم من نفحاته ما يملأ نفوسنا بهجة وسرورا، ويمدنا بطاقة تنطلق بنا في آفاق روحانية رحبة نسموا بها، وتدفع بنا إلى سكون يخفف عنا من أعباء همومنا المهنية والاجتماعية، رمضان واحة نترقبها بشوق قبل قدومها، ويستمر تلذذنا بها بعد انقضائها مع ترقب لعودتها.
والعمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع وتقوية التماسك الاجتماعي بين جميع مكوناته، ودليلٌ واضح وبصورة ملموسة على حياة المجتمع وتنامي حيويته، ويهب لرواد العمل التطوعي راحة نفسية ويمنحهم الرضا والثقة بالنفس ليقينهم بأهمية أدوارهم السامية في نفع بيئتهم التي هم جزء منها، فالعمل التطوعي ممارسة إنسانية راقية ترتبط بمعاني الخير والعمل الصالح، وتحمّل المسئوليات الاجتماعية، وفيه الفرص العديدة لتبادل الخبرات المتنوعة والمفيدة، وإرساء قواعد متينة من السلوكيات الحميدة في المجتمع.
ومع هذه الأجواء العبقة نتلفت حولنا فنرى قامات الاعتزاز، وهامات العطاء، فكم نفخر بجميع أبناء الوطن كبارا وصغارا، شبابا وشابات، وهم يتسارعون ليرسموا لنا وللعالم كله صور رائعة من التجرد والتعاون والابداع في الأفكار التطوعية في هذا الشهر الكريم، والتي هي امتداد لفعالياتهم المستمرة طوال العام، والتي تكثفت وبصورة جلية في هذه الايام بما تحمله النسمات الايمانية التي تهب دوما على هذه النفوس الطاهرة التي تحب الخير وتعيش للخير وتعمل للخير لسعادة الناس، عموم الناس، وإهداء هذا الوطن الرائع شيئا من ثمار زروعه اليانعة.
لكم الله يا من تبذلون من جهدكم ومالكم ووقتكم وراحتكم، فبكم تسموا البلاد، وتخطّوا مسارات الضياء، وترسموا لوحات الجمال النابعة من قلوب طاهرة مليئة بحب العطاء النقي، فتراحم الخلق في هذا الشّهر الفضيل من خلال مساعدة بعضهم وتفريج الكربات، وتفطير الصّائمين، وعيادة المرضى، ورعاية المسنين، وإسعاد أطفال السرطان ومرضى الكلى، وتقديم البرامج للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، ومد يد العون للأسر المتعففة، ما هي إلا أمثلة يسيرة من بحر عطائهم، فهنيئا لكم هذا الوطن الطيب الذي سخر لكم سبل العطاء، وهنيئا للوطن بإبداعاتكم التي غدت محط أنظار الجميع فكنتم بها قدوات لكل من يحمل هم المسؤولية المجتمعية ويشارك في فعالياتها.
المدير التنفيذي لجمعية العمل التطوعي