سألني بوجه متجهم وقلب ينبض غيظا، لم هذا الإحتفاء الذي لم أر مثيلا له على مر الشهور؟ ألا تخافون الله وأنتم تلبسون أطفالا صغارا جديد الثياب وتعلمونهم يتسكعوا في السكك، طارقين الأبواب، سائلين متسولين، يستعطون ليملأوا أكياسا يحملونها بأيديهم حلاوات وشيبسات؟..
يمر في السنة عيدان لم أر فيهما ما أراه منكم ومن أطفالكم في هذا اليوم؟ ماذا ياترى يسمى هذا اليوم وبمن تفرحون فيه وتحتفلون؟ أجبني يامن تسمي نفسك صداحا لآل محمد إن كنت تملك جوابا؟.. قلت له : اعذرني فجوابي قد لا يقنعك، فأنت محروم والمحروم لا يشعر بلذة ما يشعر به المرحوم، ومع ذلك سؤجيبك..
عزيزي سابدأ جوابي معك من الآخر .. نحن نحتفي بميلاد أمل المستضعفين ومخلص العالمين من ظلم الظالمين وجور الجائرين وسطوة المتجبرين، ذاك الإمام المعصوم الذي أذن الله بإشراقة نوره في الخامس عشر من شعبان سنة 255 هجرية أي قبل 1183 عاما، والذي تواترت الأحاديث تواترا لا يدع لك ولأمثالك مجالا للإحتجاج علينا، فالأحاديث التي تحدثت في المهدي المنتظر عجل الله فرجه لم تمتلئ بها بطون الكتب الشيعية وحسب،
بل امتلأت بها كتب عامة المسلمين، وإن كنت تسأل لتعرف فارجع إليها وانظر ما سطر فيها حيال ذلك، أما إن كنت تسأل لتتهجم وتسخر فستتعب لأنك لن تغير بتهجمك وسخريتك من الأمر شيئا، فنحن الشيعة اعتقادنا راسخ كالجبل في إمامنا المنتظر ولن تستطيع لا أنت ولا غيرك من أن يزحزه قدر أنملة..
أتدري بأننا في ترقب وانتظار لذلك اليوم الذي يبدوا فيه نور الإمام المنتظر كما يبدو ضوء الشمس بعد أيام ظل مختفيا تحت غمام المطر، وأننا لعلى يقين بأنه وهو غائب عنا ينفعنا كما ينفع ضوء الشمس المغطى بالسحب الأرض ومن عليها..
لم أنت مغتاظ لاحتفائنا بميلاد من على يديه تقام دولة العدل الإلهية وتزال جولات الظلم التي أفسدت الحرث والنسل لسنين طوال؟ ولم أنت منزعج من رؤية ﻵلئ الحياة وهي تجوب الشوارع والسكك بملابسها الجديدة مبدية الفرح بإشراقة نور ولي الله، حاملة في أيديها أكياس البركة طالبة الخير من ذوي الأيادي البيضاء والنفوس الكريمة التي تعهدت أن توزع البركة عليهم في طاعة الله ومحبة إمامهم ولي الله..
إن أطفالنا لم يجوبوا الشوارع ليستعطوا بل ليبدوا بفطرتهم محبتهم لإمام زمانهم وليذكروا الكبار بنفسه الكريمةوما تجود به عليهم من خير وبركة، ليتأسوا به في إبداء الخير بإعطائهم القليل..
بقلم : أحمد النجار