لازال يتحدث أبائنا المسنين والكهول والكادحين ومجموعات الشباب المحترمين بعد سماع خبر رحيله عن قلبه الكبير المتواضع وانكسارات وجهه الآسرة لكل عين ناظرة وعن حنانه الأبوي على كل منهم حينما يصادفونه في بيته الذي قضى عمره كاملا فيه ،، بيته بيت سيد الشهداء الأمام الحسين عليه السلام ..
كانو يتحدثون عنه كغيرهم بأسى بالغ وحزن قارع لفلائذهم وقاع أفئدتهم لرحيل تلك الكفوف العريضة المنبسطة بالرأفة والعطف وهمساته البسيطة في تعابير لسانه اللطيف الترف على كل من يصافحه أو يرفع كلتا يديه لرد السلام أو لإبداء التحية القلبية من ذلك الرجل الفارع الطول والقادم العرض ..
نعم ياأبانا ياأباسعد .. نعم .. لقد رحلت لتترك دموع المتأثرين بفقدك تنزف فقط في قلوبها وليس في أعينها إذ أن الحزن هو الذي يبقى مخزونا دون ترجمة بدموع الفراق وحسرة الوداع ..
لقد كان مجلس الإمام الحسين هو بيتك الأول ومؤنسك الدائم وملاذك الوحيد الذي عرفتك تلك قلوب من خلاله وأبصرتك العيون وانت تتخطى دكات وعتبات الحسينيات باكيا معتبرا بما كنت تمتلكه من ذات طيبة ونفس زكية ندرت وعفت بشهادة كل عارفيك ومعاشريك وكل من عاش حولك ومعك ..
وداعا أيها الوالد الأكبر والعميد الأطهر وداعا لأكفك العريضة وطولك الفارع وقلبك الكبير الذي أمتلك كل القلوب وسكن كل النفوس وحزنت وتألمت لفقده كل الناس والأحبه ..
ربما حار القلم وجار ، ولعله تأخر أو قصر وإنه إن لم يحسن الخيال الفقير دقة أو إتقان التعبير أو لم يبدع التصوير فمن حسرة النفس وألم الروح على فراقك ووداعك ياوالدنا الغالي .. ياأبي وأب الأبناء الطيبين الأحبه ، وأب كل أهل الحليلة المحبين لك المتجرعين لألم فراقك ..
رحمك الله أيها الوالد وحشرك مع من بالبر وعدك ومن مناصريه سجلك إمامك الذي أجهدت عيناك لأجله وأرعشت بدنك لجلل مصابه عندك..إمامك الحسين الشهيد عليه السلام فهو بلاشك ناظر إليك وخاصك بشفاعته ومحسن فيك نظرته لتتولاك ملائكة الرحمة بوافر الخير والنعمة وتسكنك واسع الجنان برحمة الله الرحمن بكرمه وفضله وكرم وفضل آل بيت محمد الأطياب الأطهار المنتجبين صلوات من الله عليهم أجمعين .
حسين احمد الزويد
الأحساء – الحليلة