بعد يوم طويل قد أنهكه تعب العمل، يرجع لمنزله ليرى طعامه مُعد، يأكل وهو منكب يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وزوجته بجانبه تندب حظها بسبب إهمال زوجها لها. هذا هو حال معظم الرجال بل أفراد العائلة بأكملها وهو ما يسمى “بالخرس العاطفي”.
الخرس العاطفي من أخطر المشاكل التي تهدد استقرار و استمرار الحياة الزوجية، حيث أكدت دراسة أجريت مؤخرا ان 79 بالمائة من حالات الإنفصال في المجتمع السعودي سببها انعدام لغة التواصل بينهما وانغلاق الآخر على نفسه، حيث كشفت الدراسة ان 9 سيدات من كل 10 يعانين من الصمت الزوجي،
مما يتسبب في الطلاق العاطفي كما يترتب على ذلك الصمت الذي تغرق فيه العائلة حدوث أزمات نفسية واجتماعية ومشاكل صحية للزوجة التي تطال فيما بعد كافة أفراد العائلة.
هذا ما أفاد به الأخصائي النفسي والمستشار الأُسَري الأستاذ صالح البراك في أمسية له بعنوان “الخرس الزوجي” في مركز رفاة للدراسات و التنمية الإجتماعية يوم أمس الأحد. تطرق البراك لمظاهر وجود هذه المشكلة في الحياة الزوجية كظروف العمل واختلاف وجهات النظر والطبائع ومستويات التفكير
كما أوضح الأسباب السلبية المساعدة لظهور المشكلة منها: تقدير الذات المنخفض، افتقار الزوجة لمهارات الإنصات، عدم وجود مساحات مشتركة، ووجود حالة اكتئاب سابقة بالإضافة إلى انخفاض معدل الاتصال الجنسي بين الزوجين.
واختتم حديثه بتوجيهات عامة لكيفية التعامل مع المشكلة ووضع بعض الحلول والمقترحات للوصول لمرحلة التعايش، كإتقان فن الحوار، البحث عما يشير الى الفتور في العلاقة، عقد اللقاءات الأسرية والتخطيط لشؤون العائلة بالإضافة إلى إتقان مهارات التواصل الفعّال، كما أشار إلى ضرورة ادراك حقيقة الاختلافات الطبيعية الفطرية لكلا الزوجين التي من شأنها تخفيف وطأة الصمت العاطفي بينهما.