في غرة رجب سنة 57 هـ أشرقت شمس العلوم المحمدية بعد أن خُسفتُ بفعل طغاة بني أمية الملاعين، وبضوئها المشع والوهاج استضاءت العقول وارتقت في درجات المجد حتى كادت أن تبلغ السماء.. لقد أراد الله أن تخلد السجايا المحمدية وعلومه الأصيلة لتسقي بنبعها الصافي قلوباً كي تحيا بلإيمان ونفوساً كي تعمل بإخلاص لما خُلقت لأجله،
لتُرضي ربها بغرس بذور الخير على ربوع هذه الأرض التي أرادها الله أن تعمر بكريم الأخلاق وطيب الصفات وحسن التعامل، ولم يكن ليتأتى لها ذلك إلا بهدي من جعلهم الله أنواراً للحق يهدون وبه يعملون أعني بهم آل ارسول عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام..
لقد تمكن الإمام الباقر عليه السلام من إعادة بناء المدرسة المحمدية واستعادة نشاطها التربوي والعلمي وعهد بعدها بالأمر إلى ابنه الإمام الصادق عليهما السلام ليكمل المسيرة ، وبذلك ومع كل ما مرَّ به عليه السلام من ظروفٍ صعبة بسبب العنجهية الأموية وإعلامها المضل استطاع أن يُفجَّر عيون العلم في شتى مناحي الحياة لتبقى تجري بماء المعرفة والحكمة إلى هذا اليوم بل وستبقى كذلك إلى أن يرث اللهُ الأرض ومن عليها.. أهنئ الموالين بولادة قطب الرسالة المحمدية وشمس العلوم العلوية الإمام محمد بن علي الباقر عليهما السلام..
أحمد النجار