
هبّ النسيم الجبلي فتماوجت معه الكِلمة حيث ألقت الكاتبة والشاعرة رجاء البوعلي قصيدة نثرية بعنوان “أمي الشعاع الأديم”، جاء ذلك ضمن فعاليات “أمي صانعة الأجيال” المُقامة على أرض الحضارات بالأحساء أمس ولمدة يومين.
فابتدأت الشاعرة قصيدتها بإهداء نثري مُباشر قائلة: إلى وَالِدَتي التي كَابَدَت مَعِي مَرَاحِلَ الحيَاةِ، ولازالت تُسْقِيني مِنْ فَيْضِها .. فأُبَادِلُها كأسًا ناقصًا إلى مَادُون المُنْتصَفِ، إلى التي لا تَبْعُدُها مَسَافَاتُ المدينةِ والمدينةِ الأخرى.
وعبرت الشاعرة عن اعتزازها بوالدتها عندما قالت: أُمِّي الشُّعَاعُ الأدْيَمُ.. أُمّي الأسمَاءُ العَلَم.. أُمّي مدينةٌ فاضلةٌ.. فقيرُها مُعَلِمُ..
ثم تحدثت في مقطع تالي عن معاناة الأم أثناء الولادة في مقطع: أُمّي .. وعن كُلِ الوَالِدَاتِ.. أقول؛ تَكَادُ الأمهَاتُ تموتُ لحظةَ الولادةِ.. تَنْفَصِلُ مِن شُرورِها.. تَعْتصِرُ في بُحورِها.. تَظُنُ أنَّها ذاهِبةً نَحْوَ الشّهادةِ.. لكنها تَسْتدْرِك العُمرَ.. لِتلفظَ روحًا تُرَفرِفُ في سعَادةٍ.. قَضَت لها مَشِيئةُ الرّبِ أنْ تصِيرَ الأمُ كوْنيةً كالعِبَادةِ..
وتضمنت قصيدتها مقطعآ شدد على الرقم “سبعة” باعتباره عدد الأبناء الذين انجبتهم والدتها، قائلة: أكُنتِ يا أُمي تُمَارِسِين القَدَاسَةِ؟! بإنجَابِكِ سبْعَ أماني.. بإنشادِكِ سبْعَ أغاني.. بصَلاتِكِ سبْعَ مراتٍ.. في الدّقِيقَةِ الوَاحِدَةِ و سَبْعَ ثوانٍ..
وختمت الشاعرة قصيدتها بلغة عميقة وارفة، قائلة:
أُمّي الحقيقةُ الواحدةُ..