في أحد الجروبات بالتواصل الاجتماعي طرح موضوعا للنقاش بعنوان ” النزعة الذكورية ” شاركت برأي متواضع . لا ننكر بعض المفاهيم الدينية عززت هذا المفهوم من خلال قراءة متطرفة لبعض النصوص الدينية من قبل الرجل على مستوى الاديان السماوية وساعده الموورث الإجتماعي في تكوين إرث ثقافي تغلب عليه النزعة الذكورية .
لكن في زمن يغلب عليه القانون والنظام لا يمكن أن نقارنه مع عصر سابق يفتقد للدستور والتشريعات التي تحفظ حقوق الأفراد والشخصيات طبعا ليس قانون مكتمل ما دام نابع من فهم عاجز وهو الفهم الإنساني لكن بمقارنته بعصر ماضي يفتقد لقوانين الدول وتشريعات المنظمات العالمية الحقوقية ، لا يقارن بعصر قانون الغاب ومن يمتلك آلة الحرب العسكرية ووسيلة السيطرة الاجتماعية وأداة الجذب المال.
الحديث عن النزعة الذكورية بهذا الزمن تقريبا تلاشت في الثقافة العامة لكن لا ينكر وجودها على المستوى الشخصي وعلى صعيد الثقافة المجتمعية المحافظة والممارسات الخاصة المتعلقة بثقافة كل امة وجماعة . تلاشي النزعة الذكورية يرجع لعدة اسباب اهمها قوانين وانظمة الدول وتساوي الثقافة بين المرأة والرجل وسعي المراة لاثبات ذاتها في جميع مجالات الحياة .
طبيعة الثقافة المجتمعية تعترف بالانجاز وتقدم المنجز ( صاحب الإنجاز ) على من يستفيد منه ( المستهلك ) . تكرار اسم المنجز والمنتصر وتحقيق الاهداف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، من يصنع التاريخ يفرض نفسه ويقدره المجتمع .
من الصعب نقول ان العقلية الذكورية أو النزعة الذكورية مسيطرة من فراغ او لأنها تمثل جنس الرجل فقط لكن يكتسب قوة اجتماعية وتاريخية من ينجز ويحقق انجازات . هذا ما يحدث في مسيرة الحياة البشرية استيقظت الإنسانية لترى الرجل هو المنجز او الاكثر انجازا خصوصا في المجالين العسكري والسياسي فأصبح المنتصر الاقتصادي والثقافي والفكري في ساحة تهيمن عليه الصراعات واثبات الوجود الفردي والجماعي.
صناعة القرار السياسي هو محور قيادة المجتمع والحياة والاكثر انعكاسا على البشر صنعها رجل من خلال السياسة يصنع قرارات الحياة الاجتماعية و الاقتصادية والثقافية. عندما صنعت المرأة الاحداث بشكل مباشر نُقش اسمها في جبين التاريخ ، سطع اسمها مع غروب الشمس من خلال التضحية وتقديم ما يحمله الإنسان من إرادة امكانيات الكامنة هذا ما صنعته الحوراء زينب في ساحة الطف وام البنين بتقديم ابنائها شهداء في ميدان الوغى.
انبا التاريخ عن شخصيات صنعت القرار السياسي والإقتصادي مثل كليوباترا ومارغرت تاتشر وانديرا غاندي حتى لو كانت مستترة خلف كواليس السياسة مثل شجرة الدر ،
الرجل قاد ونظر وفلسف الحياة بأفكار ونظريات لحل المشكلات الحياتية واكتشف اساليب العلاجات الصحية والطبية ، الرجل اخترع وابدع وحول الحياة إلى قرية صغيرة بثورة معلوماتية واتصالية وزاد الانتاج بالهندسة الوراثية ونوع المنتجات والخدمات فأقترن اسم الرجل بالإبداع وتجديد الحياة.
حتى جراحة عمليات التجميل وفنون الطبخ وتصميم الازياء اضافة إلى عوامل السعادة الحياتية والرفاهية صنعها الرجل بل اكثر من ٨٠ ٪ من التطور والتنمية المستدامة صنعتها العقلية الذكورية من هنا طغت النزعة الذكورية وليس لأن الرجل افضل في ذاته . نقصد ما قدمه الذكر بشكل مباشر للحياة. عندما ساهمت المرأة في البحث العلمي والتجارة والصناعة والإقتصاد والتنمية بالأسرة المنتجة والتوجيه التربوي لم ينكر دورها.
علي عيسى الوباري