
تعيش الاحساء هذه الأيام مهرجان ” وَيَا التمر أحلى ” والذي تنظمه أمانة منطقةالأحساء المقام على أرض المعارض الدولية وخلال هذه الفترة كانت لنا زيارة لأركانه الرائعة والمميزة والذي أعتقد من وجهت نظري فهو الكرنفال الأوحد بالمنطقة الذي يشهد هذا الإقبال الكبير وهذا التفاعل وقد اتفق جميع من التقيناه أثناء جولتنا بأن المهرجان تميز بالتنظيم الرائع والحضور الكثيف .
بداية القينا مشرف ركن أمانة الأحساء الأستاذ عبدالله بوشفيع والذي تحدث عن المهرجان فقال : المهرجان في نسختة الرابعة والذي تميز بالتطوير وطريقة العرض فهو يحاكي التراث العمراني للمنطقة وقد قسم لاربع أركان متمثله بركن “سوق التمور”
والذي اصبح مستقلا وفيه يعرض التجار والباعة منتجاتهم المصنعة المحتوية على التمر وقد أصبحت طريقة العرض مختلفة تماما ثم إن منصات البيع وزعت بطريقة جميله ومنظمة.
يأتي كذلك ركن الحرف اليدوية ” القيصرية “ وهو ركن خاص يحتوي على بعض الحرف اليدوية المعروفة في منطقتنا ” كالحائك والقفاص والنجار والحداد “وغيرها كما يوجد “ركن المسرح” الذي تعرض من خلاله بعض الفعاليات والعروض المسرحية .
اضافة إلى ذلك وجود ركن ” معرض عبير الأحساء للفنون التشكيلية “ وفيه فنانون مبدعون قد رسموا لوحات فنية لا تضاهيها أي لوحات أما عن التنظيم والحضور فقد قال : التنظيم رائع بل وأكثر من رائع وأنا أشد على أيدي المنظمين وأقول بأن الأحساء تستحق هذا وأكثر وكلي ثقة بأن المسؤولين يطمحون لأن تصل الأحساء إلى مصاف المدن المتطوره والمتقدمة فتكون دائما في الصدارة .
وحول الحضور قال : الحضور لم يكن متوقعا وقد شهد المهرجان خلال الأيام الأولى أقبالا كثيفا وهذا يدل على نجاح المهرجان. ولتتعرفوا أكثر أدعوكم لزيارة أركان المهرجان “
بالفعل قمنا بداية بزيارة” ركن التمور” والذي كان مكتظ بالحضور فأجرين بعض اللقاءات لنستشف من الحاضرين الرضاوالقبول التام والسعادة وهم يتجولون ،وما زاد الانشراح تلك الأهازيج الشعبية والتي تُعيدك للزمن الماضي والمتمثل على شكل ” زفة العريس “
ايضا التقينا المذيع بقناة MBC برو : بدر رافع والذي تحدث عن روعة المكان والتنظيم وكرم أهل الأحساء
فقال: هذه ليست المره الأولى التي أزور فيها الأحساء أو المهرجان فقد كانت لي زيارة في العام الماضي ولكن ما لفت انتباهي هو التنظيم الرائع والمتميز وهذا ما عرف عن الأحساء من حسن الاستقبال وكرم الضيافة وجودة التنظيم ،
وعن الحضور فقال : الحضور كبير جدا وهذا ما يعكس نجاح المهرجان ، فلك أن تقيس نجاح أي عمل بالحضور والتفاعل وهذا ما لحظته منذ البداية وأما عن أبرز ما يميز المهرجان فقال : حقيقة كل ما في المهرجان مميز فهذا ما عرف عن الأحساء ، فشاهدت اليوم التمور في كل المنتجات ، كالايسكريم والكاتشب وغيرها .ثم قدم شكره للمنظمين والقائمين وكذلك للصحيفة
من “ركن التمور” خرجنا وإلى “ركن الحرف اليدوية” كان مقصدنا
وقبل أن تتجول بركن ” القيصرية ” سوف تشاهد عن يمينك تلك المنصه وتلك اللوحة التي خط بها ” الأحساء المبدعة “
حينها التقينا بمستشار أمين الأحساء: المهندس أحمد المطر لنسأله عن ماهية هذه المنصه فأجابنا قائلا : نحن هنا لتوعية جماهيرنا الأعزاء بأهمية الأحساء فهمي مدينة مبدعة ، نعم فالأحساء تحتل المرتبة الأولى خليجيا ضمن 116 مدينة من 54 دولة بالعالم
كوّن الأحساء مبدعة من خلال الحرف اليدوية والأدب والموسيقى والإعلام والفن والطبخ والتصميم فهمي تتميز بمقومات إبداعية ومعبره عن العمق الحضاري وتحوي العديد من البيئات كالصحاري والواحات والجبال والبحيرات وهذا ما جعله ينعكس على تنوع الحرف والفنون كذلك توفر البنية التحتية كالأسواق الشعبية وأسواق الحرفين وكذلك مركز الملك عبدالله الحضاري تحت الإنشاء فهو متخصص بهذا المجال.
وأضاف قائلا للاحساء مشاركات إقليمية وعالمية استحقت من خلالها أن تكون ضمن المدن المبدعة وكذلك انضمامها لعضوية اليونسكو مكنها الاستفادة أولا من خلال تعزيز مكانتها البارزه في المحافل الدولية ثانيا إبراز امكانياتها الإبداعية والسياحية على مستوى العالم بالاضافة إلى تبادل الخبرات مع المدن الأخرى وايضاً تعزيز الحراك الثقافي المحلي للحرف اليدوية .
أما عن سؤالنا ماهي الأهداف من وراء إقامت هذه المهرجانات فقال : تكمن الأهداف من خلال تشجيع المنتجين على التصنيع حيث أن هذا المهرجان هو بمثابة مسوق لهذه المنتجات وبالتالي هي تشجع الجماهير على الحضور والشراء وكذلك تعرفهم على السلعة الاساسية كوّن التمور هي الغذاء الأساسي ايضا توعية الجماهير حول الحرف اليدوية التي اشتهرت بها الأحساء فهي مظاهر حضارية وإبداعية
وعن القيمة الشرائية والمردودات المادية من وراء هذا المهرجان وهل هناك احصائيات فقال : بالطبع توجد احصائيات فالمردودات عالية جدا فقد بلغت قيمة الصفقات في العام الماضي مايقارب 35 مليون ريال وفِي هذا العام من المتوقع أن تكون أكثر وتصل قيمة المبيعات اليومية في بعض المحال الى 30 الف ريال
فيما تحدث عضو المجلس البلدي السابق الأستاذ علي السلطان فقال : كوّن الأحساء تعتبر من المدن المبدعة وكونها عضو باليونسكو فهذا يحمل المسؤولين مسؤلية أكبر من حيث الأهتمام بالحرف اليدوية وتطويرها وتنوع طرق التسويق ،
كذلك حيث الزائرين على دعم مثل هذه الحرف من خلال الشراء كوّن هذا الأمر يعزز من قيمة الحرفي وتشجعة للعمل والتطوير واضاف المهرجان منظم ورائع وحضور كثيف فاق التوقعات ومن المؤمل أن يزداد في الأيام القادمة
ومن خلال تجولنا في ركن الحرف اليدوية ” القيصرية ” التقينا بصاحب متحف الناصر ” حيدر الناصر “ كونه مشارك بركن “الخياط “و ” الحلاق ” ، والذي اشاد بالدور الكبير الذي تبذله أمانة الأحساء على رأسهم أمينها المهندس عادل الملحم وقال : تعتبر هذه المشاركة الاولى لي بهذا المهرجان .
حيدر الناصر والذي زاول هذه الحرف منذ الطفولة حيث قام بجمع الطوابع والعملات النقدية في السابعة من عمره من خلال التشجيع الدائم من الأهل والاصدقاء وقد شارك بالعديد من المهرجانات الداخلية والخارجية .
انتهت زيارتنا في “ركن القيصرية” ولكن لم تنتهي من المهرجان وسرعان ما توجهنا لركن ” عبير الأحساء للفنون التشكيلية ” فهذا الركن هو عبير المهرجان فمرتاديه ومتذوقيه كثر ،
التقينا بالفنان التشكيلي الأستاذ أحمد السبت والذي اشاد بالتنظيم والحضور وقال : بأن العنصر النسائي هو الأكثر حضور ومتذوقا للفن التشكيلي
وعن مشاركة كيف يراها فقال : اعتز بهذه المشاركة فهي لم تكن الأول لي في هذه المهرجان فقد شاركت في النسخ السابقة ولكن ارى أن هذه المشاركة مميزه بالنسبة لي كوّن الحضور كثير جدا والمتذوقين للفن كثر.
وعن أي الخطوط ينتهجها في رسوماته فقال : لك فنان خطوط ومنهج ولكن أنا مارست عدة خطوط وتطرقت لها ولكن اركز كثيرا على التجريد أكثر من الواقعي وهو الفن السائد في العالم كوّن هذا الفن لايربطك بتحليل معين بل أن لكل متذوق تحليله وتصوره الخاص كما أن هذا الفن له رؤيه إيجابية
.
الفنان أحمد السبت له العديد من المشاركات في المهرجانات والفعاليات والمعارض المحلية والعالمية وتغلب على لوحاته المرأة كونها نصف المجتمع وعماده وهو يمارس هذا الفن منذو مايقارب الخمسين سنة وقد تخرج على يديه العديد من الفنانين المميزين
ايضا من دولة الكويت الشقيقة شاركتنا الفنانة ” نورة العبدالهادي “
والتي عبرت بأن أهل الأحساء متذوقين للفن مقدرين للفنانين
وقد أشادت بالتنظيم الرائع والحضور المميز وقالت : أن الحضور كثيف جدا وإن نجاح أي عمل يعتمد على الجمهور وقد رأيت أن أهل الأحساء متذوق للفن ومقدر للفنانين ومتفاعل وإضافة قائلة بأن التنظيم مميز وقد سعدت كثيرا بهذه الدعوة داعية للمملكة بدوام الأمن والأمان والأزهار
الفنانه نورة العبدالهادي شاركت بلوحة جميلة جدا فهي تعبر عن أصالة العروبه حاضرها وماضيها وقد أسمتها ” الدله ” وكذلك بلوحة تجريدية متمثله ” بنساء يخرجن من روح الصحراء” وهي تُمارس هذا الفن منذو 15 سنه وتقول ” أن الفن غذاء الروح وهو موهبة رب العالمين ” وقد مارست هذه الهواية بدافع الحب
أحد المشاركين بهذا القسم الفنان الأستاذ عبدالرحمن الدقيل وقد شارك بلوحة فنين رائعة مثمثله في أحد ” الدراويش” وهو يدور في فلك معين متجردا من التبعيات الدقيل والذي عبر عن سعادته بهذه المشاركة والتي اعتبرها بالمحطة المهمة من حياته الفنية كوّن هذا المهرجان محط أنظار الكثير وكونه ملتقى الفنانين المبدعين
وفي ذت السياق اشاد أحد الرسامين وهو الأستاذ كاسب البن أحمد بالمهرجان وبالتحديد الركن المحبب بالنسبة له ” ركن عبير الأحساء ” فقال : ركن مميز وجميل يحتوي لوحات فنية في غاية الدقة والجمال وهي متنوعة وشمولية وأكثر ما شد انتباهي اللوحات التجريدية والتي لها دلالات ورؤى مختلفة
ولفت الأستاذ علي بوشفيع بأن المكان يبعث عن الراحة كوّن الرسومات الواقعيه فيها تحمل بين جنباتها عبير الماضي الجميل وهذا يجعلك أن تعيد الزيارة لهذا الركن في كل مرة
المهرجان والذي قدر عدد مرتاديه الخمسة الآف زائر يوميا حسب تعداد المسؤول بمركز ماس للإحصاءات والأبحاث في هيئة السياحة الأستاذ محمد الخضيري وقال بأن هناك قيمة شرائية عالية جدا وأن أبرز ما ميز مهرجان هذا العام التنوع في طرق العرض والتفنن في التصنيع موجهة دعوته للجماهير بدعم الباعة والمزارعين من خلال الشراء.