نعم أصبحت رئيساً للتحرير فأستطيع أن أختار فكرة مقالي ولي كامل الحرية في عدد الكلمات وانتقائها ونشرها وقتما أريد مدعمة بصورة تخدم المضمون ، والأجمل أنه بضغطة واحدة يصل المقال للعالم أجمع الأكثر وجمالا الاستفادة من ردة الفعل عن طريق التعليقات والإضافات والإعجاب كل هذا تتحصل عليه دون عناء .
واقعاً هذه من نعم الله فقد أضحت الشبكات الاجتماعية صوت من لا صوت له وكل منا أصبح رئيساً للتحرير بكل ما تحمل الكلمة من معنى وصار كل يستطيع أن يوصل صوته و رأيه وفكره العالم أجمع، ولا أبالغ أن قلت أن شبكات التواصل الاجتماعية تنافس فعلياً الصحف والمجلات وتصل إلى أكبر قاعدة جماهيرية .
ولأن الحياة لا تستقم إلا بالنظام والانضباط و الأهداف ، عليه يجب أن نوجد ضوابط لأنفسنا وأعني كل من يدلو بدلوه في هذا العالم الاجتماعي الكبير ومن هذه الضوابط و الأهداف :
1- يكون العمل خالصا لله كما رسمه إمامنا زين العابدين – عليه السلام – في الخطاب الجماهيري : ( …أتأذن لي حتى أصعد هذه الأعواد وأتكلم في كلمات لله فيهنّ رضاً ولهؤلاء الجلساء فيهنّ أجر وثواب )، فالخطاب الجماهيري يجب أن يرضي الله وينفع الناس .
2- عدم الإساءة أو الإسقاط أو الاستهزاء مهما كان الاختلاف وأن يكون الرد على الفكرة والرأي دون المساس بالمشاعر .
3- لا أجعل نفسي قيماً على الآخرين وأفرض أفكاري عليهم و كل من يعارضني يكون عليه لعنة الله و الناس أجمعين .
4- أضع نصب عيني أن كل ما أكتبه محاسب عليه وله أثر على القراء فينبغي أن يكون الأثر إيجابيا فيما يخدم المجتمع في وحدته و تلاحمه .
5- لكل شي فضلات و توجد بعض المشاركات التي لا ترتقِ للذوق الإنساني فأصحابها يحتاجون أن يصلحوا أنفسهم قبل أن يطرحوا أنفسهم مصلحين هؤلاء لا تتعب نفسك معهم فقط حذف مشاركتهم في ( الحاوية ) وإذا استلزم الأمر فالحظر وجد حلا للمشكلة .
والسؤال الذي يطرح نفسه ما الهدف من الكتابة ؟
الجواب :
بكل اختصار صاحب المقال يوجد عنده رأي أو فكرة يود توصيلها للآخرين ، فالهدف الأساس هو توصيل ما تملكه من فكر للقراء، وهدف توصيل المعلومة ( التأثير و ليس التوصيل ) ففي كتاباتنا إذا أردنا النجاح يجب أن نؤثر في القارىء حتى يتقبل ما نريده من فكر ، وإذا لم يتحقق التأثير يحكم على مقالنا بالفشل فكل من يثير العداوة والبغضاء ويحول القراء أعداء له فاشل وأشد أنواع الفشل عدم إدراكه فشله .
فالكاتب الناجح هو من يحول العملية الاتصالية إلى عملية تواصلية ويخلق جو من الحب والمودة بينه وبين قرائه فكل عملية تواصلية اتصالية وليس كل عملية اتصالية تواصلية { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر }فالتواصل مقترن بالصبر والحق والقيم الانسانية أما الاتصالية بعيدة عن القيم فقط اتصال . والخلاصة كل ما يكتب يعد جزء من شخصية الكاتب فتجد من الكتاب من تقف له إجلالا وتقديراً والبعض القلة ليس لكتاباته قيمة وانما جملة من الألفاظ النابية التي تنبؤ عن خليقة كاتبها ( كل إناء بالذي فيه ينضح )