
الذي يرصد الوضع الاجتماعي الداخلي للطائفة يجد انقساماً واضحاً في وجهات النظر ببن المكونات الثقافية فيها ، فليست المشكلة هنا بل المشكلة أن يتحول هذا التباين في وجهات النظر إلى خصومة وتحارب في الداخل الشيعي ، والمشكلة تحديداً عندما تنتقل الحالة وتترقى إلى مرحلة خطيرة
وهي النيل من الرموز الدينية أو الفكرية كالمرجعيات مثلاً وهمزهم ولمزهم ونعتهم بأبشع الأوصاف من قبل أطراف معينة ، في المقابل نجد أطرافاً أخرى تأخذهم الغيرة على هذه الرموز ويتخندقون ويصطفون للدفاع والذود عنها لتتحول الساحة الشيعية إلى صدامات وتشنجات وبالتالي تمزق وتفتت داخلي وتصدع في لحمة المجتمع ، ولربما يبرر البعض هجومه على بعض المرجعيات
أن الهدف من كل ذلك هو تبصير المجتمع وتوعيته بما يحمل هؤلاء المراجع من فكر مظلل قد يكون خطره على المجتمع عظيماً ، ومع خالص احترامنا لوجهة النظر هذه إلا إننا يمكن مناقشتها في عدة نقاط :
١/ هل منطلقك الفعلي في كل هذا هوالحرص على مجتمعك وهدفك سلامة ثقافته والارتقاء بأفكاره ، أم هناك أجندة معينة من وراء هذه المعركة .
*هل راعيت وجه الله والتقرب إليه في هذا الصراع .
* هل جربت يوماً أن تخلص الدعاء والتبتل لله سبحانه في أن يصلح أمورنا وأحوال مجتمعنا كبديل عن حالة التصادم مع الآخرين ، أم أن الصراع والتشاحن هو المقدم على كل شيء .
* إذا كان الدخول في هذه المعارك ضرورة ملحة فلماذا جنبوا مراجع الطائفة أنفسهم الخوض فيها وكفوا أيديهم عنها ؟
* إذا كان مرجع تقليدك قد نأى بنفسه عن هذه الصراعات فلماذا لاتقتدي به ؟ ألا يدل موقف المرجع على أن هذه الصراعات ليست أولوية إن لم يكن تركهاعنده ضروري جداً ؟
*هل قمت بدراسة جدوى قبل أن تدخل هذه المعركة الداخلية و قمت باستخدام قياس الأرباح والخسائر في هذه المعركة ؟
* لو كانت هذه المعركة مهمة لديك ولكن أليس الأهم والأولى هو تجنيب المجتمع نزيفاً حاداً قد يودي بلحمته وقوته ؟
*هل حماستك في قضايا أخرى مصيرية ترتبط بالمجتمع كحماستك في مثل هذه القضية ، وهل أنت فعلاً تحمل هم المجتمع في قضاياه المختلفة أم فقط في هذه الجزئية ؟
* لماذا لانتنازل عن بعض قناعاتنا وتغليب المصلحة العامة للمجتمع والطائفة كما تنازل أئمتنا ( ع ) عن الكثير من حقوقهم وأسسوا لمبدأ التقية من أجل سلامة المذهب وأتباعه ؟ ( جمعة طيبة مباركة على الجميع بإذن الله )