
حلمك يا الله، أي أذى لقي رسول الله صلى الله عليه وآله من أمته، تلك التي جازته بالعصيان، بدل أن تجازيه بالتضحية والفداء..
أنسيت أم تناست تلك الأمة ما عاناه صلى الله عليه وآله في سبيل إخراجها من ظلمة الجهل لنور الإيمان، وما لقيه من أذى المشركين الذي تعاهدوا على تقطيعه إرباً إرباً بعد أن وصموه بالسحر والجنون.. ما هذه الغميزة وما هذه المؤامرة التي حاكتها هذه الأمة وما هذا التحدي الذي جابهت به من جاءها بخير الدنيا ونعيم الآخرة، أيُعقل أن يوصم من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى بالهجران.. لقد تجرأت هذه الأمة على الله بجرأتها على حبيبه المصطفى الذي أرسله الله رحمة للعالمين
وجعله على خُلقٍ عظيم ليكون لهم أسوة في سلوك طريق الحق الموصل لجنة الخلد.. لقد أبى قوم من هذه الأمة إلا أن يكونوا لله متحدين وعلى حدوده متعدين ولرسوله معاندين وعلى أوليائه متجرئين، فما كان منهم إلا أن عصوا وعاندوا ومن ثَم أصروا على أن يوجعوا قلب نبيهم بكلام يستحي أن يقوله كافر فضلاً عمن يدعي التسليم لما جاء به صلى الله عليه وآله من رب العاليمن..
أَوَمِثل رسول الله يوصم بالهجر وهو أفضل الأنبياء وخير الرسل وأحب الخلق إلى الله وأقربهم منه، وهو الذي قوله وفعله وتقريره حجة.. لقد آذت هذه الكلمة قلب رسول الله صلى الله عليه وآله بأشد من الأذى الذي لاقاه في بداية الدعوة،
لأن ذلك الأذى أتاه ممن لا يدين بدينه ولا يعتقد بما جاء به، أما هذه الكلمة البائسة فقد خرجت من فيه من يُظهر الإيمان ويدعي الصحبة والإتباع والمحبة له، مما جعل وقعها على قلبه صلى الله عليه وآله أشد وأمض لقد رحل رسول الله صلى الله عليه وآله بقلب مجروح وعلى ما سيحل بهذه الأمة من فتن محزون فإنا لله وإنا إليه راجعون..
اللهم إنا نبرأ إليك من أن نؤذي رسول الله بقول أو فعل ونبرأ إليك ممن تجرأ على الله وأوصم رسول الله بالهجران، ونبرأ إليك من كل فعل يبغضك ويؤذي نبيك وعترته الطيبين الطاهرين..