تميزت الاحساء منذ القدم بكونها مركزاً مهماً للعلم إذ أنجبت علماء كانوا شموساً مضيئة في سماء العلم إذ أنجبت علماء كانوا شموساً مضيئة في سماء العلم أمهم طلاب العلم من داخل البلاد ومن خارجها، ينهلون من معين علمهم ويرتوون من عطائهم، أصبحت الأحساء قبلة للعلم ومنارة من مناراته في شرق الجزيرة
إن الأحساء وعلى مدى القرون الأربعة الماضية كانت ومازالت تفخر وتزخر بمدارسها العلمية وخرجت العلماء والدعاة والقضاة العادلين والوعاظ.
من أقدم المدارس في الأحساء مدرسة القبة الشرعية التي تقدر مساحتها 204 أمتار مربعة وخمسة عشر سنتيميتر في حي الكوت معقل العلم والعلماء في الأحساء بطراز عثماني وتعد هذه المدرسة من أوائل المدارس العلمية المتخصص في العلوم الشرعية واللغوية ، وقد خرجت على مدى الأربعة قرون مجموعة من العلماء والمشايخ وطلبة العلم من خارج الأحساء وخارجها.
وقد تبوأت المدرسة مكانة علمية عظيمة لعلو مكانة معلميها وطول باعهم في العلم الشرعي حتى أصبحت في مصاف المدارس العريقة في الوطن العربي .
كانت أيام الدراسة طيلة أيام الأسبوع عدا يومي الثلاثاء والجمعة ، وكان المنهج ملزماً بمذهب الإمام ابي حنيفة النعمان وكان الفقه الحنفي واللغة العربية هما عمودا الدراسة، ويدرس أيضاً فيها علوم التوحيد والتفسير والحديث بتدرج منطقي كل طالب حسب اجتهاده ، أما بالنسبة للفقه : يبدأ الطالب بدراسة المتون الفقهية في الفقه الحنفي كمتن القدوري، ومتن الكنز للنسفي ثم شروحهما وكان ذلك في القرون الثالثة التي مرت بها المدرسة منذ بداية تأسيسها ، وفي القرن المضي يدرس متن وسيلة الطلب للشيخ أبي بكر الملا أو متن مراقي الفلاح للشرنبلالي ثم شروحهما وهكذا…
أما اللغة العربية فيبدأ بمتن الآجرومية ثم قطر الندى لابن هشام ثم ألفية بن مالك ثم شروحهما وهكذا
المدرسة بدأت نشاطها منذ ان أسسها الوالي علي باشا 1019هـ وجعل لها وقفاً لله وأوقف عليها أوقافا زراعية لكي تستمر في أداء مهامها العلمية المنشودة منها. وأدت الغرض المنشود من انشائها وفي أواخرالقرن الهجر الماضي ساءت أحوالها مما أدى ترميمها وافتتاحها في محرم 1431هـ.
هذا وتعقد جلسة أسبوعية صباح كل يوم خميس من الساعة الثامنة صباحاً إلى قبيل الظهر يحضره مجموعة من المشايخ وطلبة العلم يتم التناقش حول الأمور العلمية، حيث أن الزائر لهذه المدرسة يقف أمام تحفة معمارية جمعت بين أصالة الماضي والحاضر فهي بحق تعد واجهة من واجهات الأحساء العلمية والتراثية.