أدوار أبطال كربلاء لم تقتصر على المحاربين ولا على الشباب ولا على الرجال دون النساء ولم يكن دور النهضة الحسينية المباركة لأهل العقيدة الحقة وحسب بل تعداه ليُشعل نبراساً يُضيء الدرب للأحرار على مختلف أديانهم ومعتقداتهم..
ونحن نستذكر خربة الشام وما جرى فيها من عظيم الجرم الذي قام به يزيد العهر ضد سبايا كربلاء وخصوصاً ذلك الجرم الذي أزهق به روح السيدة رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام، تلك الطفة البريئة والذي قتل بقتله لها الرحمة والشقة مبرزاً للأجيال المتعاقبة قبح وجهه وسوء خُلقه ولؤم صفاته والتي إن طابت لأحد فهو لئيم مثله..
لقد كان لرقية بنت الحسين عليها السلام الدور البارز في إظهار حقيقة ذلك الحاكم المتجبر والمدعي الخلافة لجدها المصطفى صلى الله عليه وآله..
هاهي ذي رقية عليها السلام تُسجل في صفحات التأريخ وبحروفٍ من نور أن البراءة في عهد يزيد البغي تُتقل بلا ذنب وأن الروح الطاهرة تُزهق بلا رحمة، نعم كان لرقية علها السلام الدور الجلي في فضح وتعرية ذلك المتستر بعباءة الدين والمتسلط على رقاب المسلمين بادعائه الأمرة على المؤمنين، وذلك حينما طلبت أن ترى أباها الحسين بعد أن حلمت بذلك الرحيم وهو يجلسها في حجر يخاطبها بحبه لها، حيث أتاها الجواب سريعا من ذلك الطاغية الخبيث بإحضار رأس أبيها المخضب بدماء المنحر بين يديها والذي ما إن رأته على تلك الحالة المؤلمة إلا وشهقت لتموت على راسه مهضومة مظلومة شهيدة محتسبة كأبيها الحسين..
عظم الله لكم الأجر يا مؤمنين بشهادة السيدة رقية بنت الإمام الحسين على رأس أبيها الحسين عليهما السلام
بقلم : أحمد النجار