
آهاتنا لا تنتهي وأحزاننا ستبقى تحفر بدموع العيون إخدوداً في صفحات الزمن مبديةً ظلامات آل محمد على أيدي أئمة الجورالملاعين..
سأقف اليوم باسى وحزن مسطراً بحبر الحداد ذكرى شهادة الإمام السجاد عليه السلام والذي تحل مصيبته علينا هذه الأيام لتفجعنا برحيله مظلوماً محتسباً بعد حياة صعبة قضى بدايتها في الأسر اليزيدي، بعد شهادة أبيه الحسين عليه السلام، ومن ثم في حصار خلفاء الجور المتعاقبين على الحكم، والذي لم يمنعه من القيام بدوره كإمام..
عمل الإمام السجاد عليه السلام بعد عودته من الأسر إلى مدينة جده المصطفى صلى الله عليه وآله على إرشاد الأمة وهدايتها لدين الله القويم وإظهار مظلومية أباه الحسين وإبداء مبادئ نهضته المباركة..
بكاؤه وحزنه على أبيه لم يمنعه من أداء دوره في تثقيف أفراد الأمة وتوجييهم إلى طريق الحق الموصل إلى الله من متخذاً الدعاء وسيلة لرفع النفوس كي تصعد وباطمئنان لتصل لملكوت الله، فأخرجه عليه السلام لزبور آل محمد (الصحيفة السجادية) ، الثرية بالعلم والمعرفة والحكمة والقرب من الله بصيغة الدعاء..
علَّمنا الإمام السجاد عليه السلام كيف نتعامل مع الله ومع أنفسنا ومع من حولنا من خلال إخراجه لرسالة الحقوق العظيمة والتي لو عمل بها أفراد الأمة اليوم لعاشوا حياة خالية من الظلم والجور ملأى بالود والئام أفراداً كانوا أم جماعات..
لم يرُق لطاغية بني أمية هشام بن عبدالملك وجود الإمام السجاد، لذا عمل على الخلاص منه بالسم عرجت به روحه إلى بارئها شهيداً في الخامس والعشرين من محرم الحرام سنة 95 هـ ، فإنا لله وإنا إليه راجعون..