كثيرا منا يستمع للآخرين عن طريق عقله وهذا هو سبب المبالغة في التبجيل لمن رضينا عنهم وأحببناهم ، أو الدونية والتحقير لمن لم نقبلهم او نكرههم وهذا سبب للخلافات والإستعجال بالحكم على الآخرين ؛ حيث أنه يوجد فرق شاسع بين الإثنين لأن عندما تصغي وتسمع بإذنك فسوف تؤجل الحكم على ما سمعته بعد الانتهاء مما يجعلك تكون أكثر موضوعية وغير متأثر بأمور ومواقف سابقة ؛ ولو سمعت بعقلك مباشرة سوف يسبق حكمك على الطرف الآخر قبل أن ينهي كلامه بل قد تكون غير قادر في الاستمرار على الاستماع حتى يكمل حديثه وإن استطعت ذلك سيكون عقلك شارد في البحث عن الرد والحكم المتأثرين بأمور ومواقف سابقة و قديمة .
*اهتم بما قيل لا بمن قال
هذه المقوله تنطبق مع الاستماع بالأذن لا بالعقل . والمقصود من ذلك الاستماع بالأذن دون تدخل الامور السابقه المخزنه في العقل من مواقف مباشرة أو مسموعة .
فلو أحببت شخصا أيا كان معلم – خطيب – مدرب – محاضر ….. أي شخص يتحدث أمامك سوف تحب كل ما يقوله ولن تستطيع أن ترى الا كل إيجابي منه وفيه وظنك بما يقول حسن وطيب لأن أمور ومواقف أثرت على السمع .
ولكن عندما تسمع لأي شخص وأنت تكرهه أو لديك معه مواقف سابقه سلبية أو يخالفك الفكر أو المعتقد ؛ والأعظم لو كنت متعصب أو لديك مخزون سابق عنه أو صاحب شخصية تعمم على بقية الأفراد على نفس التخصص أو العقيدة أو نوع جنسيته أو عرق ، هنا يسبق الحكم عليه مما يؤثر على سمعك ولم يكن حكمك عليه إلا نتيجةما لديك من مخزون مسبق سلبي وفي هذه الحالة لن يعجبك كلامه أو اسلوبه ويكون ظنك به سيء أو غير سليم ؛ فالافكار السابقة لدينا عن الغرب انهم مبدعين ومنظمين ومهتمين بالوقت فأي مثال أو ضرب مثل عنهم نقبل به دون جدال بسبب الأفكار السابقة للسمع ولو كان العكس لكانت النتائج عكسية .
ولو ضربنا الأمثله لطال المقام ولكن أختم لو أن فلان من الناس يمازحك وشاهدت شخص آخر لاتتقبله ومزح معك نفس المزاح سوف تستاء منه ولن تتقبل منه شيء لأن أفكارك السابقه للأول إيجابيه فقبلت كل مايصدر منه بنوايا حسنة وحسن ظن به انت ترجمتها ؛ اما الثاني فسوف ترفض وتعتبرها إهانة وتعدي للحدود وسوف تترجم كل ماقام به ترجمة سلبية وسوء ظن به كالاهانه أو السخريه أو..أو.. ؛ لذا حاول أن لاتستمع لأحد إلا وأنت صافي الذهن وأهتم بعبارة
{ إهتم بما قيل لا بمن قال }
*جعل الله أيامكم كلها
سعادة وصفاء ومحبة
بقلم : علي التمار
اختصاصي نفسي ومستشار أسري