
لازلنا نعيش ذكرى “عاشوراء” هذه الليالي المباركة، لابد لنا من وقفة مع الذات في التأمل في مصاب “أبي عبدالله الحسين عليه السلام”؛ الحسين ورغم أن جسده الشريف الملغم بالسهام والمثخن بالجراح، مدفون منذ سنين إلا أنه يحمل في طياته الكثير من المعاني والدروس التي لابد أن ننهل من معينها الذي لا ينضب، الليالي الكربلائية العاشورية إنما هي بلسم لجراحتنا التي لا تقاس بجراحات الحسين!، نشعر وكأن كف الحسين تمر على رؤوسنا تطمئننا، تواسينا، تمسح دموعنا وكأنه يقول لنا: لا بأس قليلاً من الصبر فسوف تزهو الحياة قريباً؛ ليس هذا وحسب بل إنك تشعر برهافة حسك لواقعة الطف فتصبح الصورة جلية تتكشف أمام عينيك وكأنك ترى ماوراء السحب، وكأن روحك تصعد إلى السماء ثم تحل بأرض كربلاء فترى السيوف والرماح تتقاذف من كل جانب، وتحاول أن تدرك الحسين، وتفديه بجسدك لكنك تقف هنيه وتتذكر!! هذا فقط خيال وتصور وقع على عيناي فالدماء جرت وسالت وقضي الأمر!؟ تريد أن تبكي لأنك عجزت عن نصرة الحسين عليه السلام ولكن، لازال عندك السبل لنصرته في وقتنا الحالي ، نصرته بإلتزامي بديني بتمسكي بصلواتي الخمس وأدائها في وقتها؛ فالحسين عليه السلام عندما هم القوم بقتاله أستأذنهم لأداء فريضة الظهر أولاً! ليعطينا درس نسلكه في حياتنا، الكثير من الصور الإلهامية والدروس الدينية عبر المنابر الحسينية لهي مدرسة متكاملة شاملة كل الفئات العمرية!، فهلا اغتنمنا هذه الفرصة التي لا تتكرر إلا ١٣ عشر يوماً في كل سنة؟ استقطعوا ولو جزءاً بسيطاً من وقتكم حتى ولو كانت تزاحمكم مشاغل الدنيا، فلا بأس بالتضحية بقليل من الوقت في سبيل الحسين فهو عليه السلام ضحى بجسده وبعياله وأخوته والنساء في سبيلنا وإلا لما بقي الدين قائماً حتى يومنا هذا!.