احتفاءا باليوم الوطني المجيد يسعدني أن استنشق عبير الوفاء من الأحساء الحبيبة العابق بخورها المميز بآثار متجذرة في أعماق التاريخ..
تعد الأحساء من أكبر واحات النخيل في الجزيرة العربية، ومن مصادر العيش الرئيسة لأبناء هذا الوطن، فهي باﻹضافة إلى كونها واحة زراعية تزخر بثمار الخير التي تفضل بها العزيز الوهاب، تعتبر الأحساء المنفذ التجاري الوحيد قبل ظهور النفط، ويعد ميناؤها المعروف بميناء العقير شريان البلاد الواصل بينها وبين بلدان العالم المختلفة
ويوجد في الأحساء أول مسجد صليت فيه ثاني جمعة بعد المسجد النبوي الشريف، وفي الأحساء، جبل القارة الشاهد على تعاقب الحضارات في فيها، والصورة المرفقة تحكي قصة هذا الجبل العجيب الذي يفد إليه الزائرون للإستجمام والتخفيف من حرارة الصيف وبرودة الشتاء، حيث درجة الحارة في كهفه ثابتة على 25 درجة مئوية تقريبا صيفا وشتاءا، ويوجد في الأحساء أسواقا شعبية متعددة تزخر بأنواع البضائع التي يحتاج لها أبناء الخليج والدول العربية المجاورة
ومن أهم تلك الأسواق سوق القيصرية الأثري الذي بقي نشطا بمختلف البضائع إلى يومنا هذا، وكذلك سوق الخميس بالهفوف والذي له ميزته عند أبنائها وأبناء الدول المجاورة لما يحوي من مختلف البضائع وبأسعار مناسبة لكل الطبقات وأيضا سوق الحراج لبيع المقتنيات المستعملة بأسعار رمزية وأسواق عديدة تحتاج لذكرها لوقت طويل، وفي الأحساء منتزهات منها القديم كمنتزه الأحساء الوطني ومنها الجديد كمنتزه الملك عبدالله البيئي والذي يعد متفسا للراحة والترفيه للموطن والمقيم، وفي الأحساء فنادق مبنية على الطراز الحديث ذات الخمس نجوم وفنادق تقليدية وشقق مفروشة لمن أراد أخذ قسطا من الراحة بعد عناء سفر طويل خصوصا حجاج الدول المرتبطة بالأحساء كقطر والإمارات، وعمان، كما يوجد في الأحساء مجمعات تجارية تبيع مختلف البضائع والماركات تحت سقف واحد وبها مطاعم وملاهي لمن أراد ان يجمع بين التبضع والترفيه..
سميت الأحساء بهذا الإسم لوفرة المياه الجوفية فيها والتي كانت سببا من أسباب ازدهارها زراعيا..
هذه نبذة مختصرة عن هجر الماضي وأحساء الحاضر ولولا خوفي من أن يطول بنا المقام لأبديت عن معالم الأحساء وعن حياة أهلها الطيبين الكثير الكثير.