قومي بلقيس وعزي – فلو علمت من يلبس التاج اليوم لطرحت التاج أرضا . عشنا لنشهد التناقضات وحيينا ليصدمنا الواقع ورأينا مدى تأثير المؤثرات العصرية وما یبث من مواد وأفكار على الأجهزه الذكية والتطبيقات ومایطرح فی بعض الدورات التجارية من مواد أمثال :دلعي ،دللي ،عيشي وأعطي لنفسك مساحة أكبر إنها عناوين زرعت الأنانية وحب الذات ونبذ المسؤوليات في نفوس النساء هدمت بيوت وتصدعت أسر وتاه أطفال بسبب فتنة” شخصية الملكة” التي أستحسنتها بعض النساء وتوجت نفسها بذلك التاج الوهمي لتعيش عالم ملكة الخيال التي جردت نفسها العناء والمسؤوليات -لبست الثوب المطرز وجلست على ذلك العرش تهف عليها الوصيفات بمراوح ريش النعام ذات اليمين والشمال .
إنما تدرك الملكات من خلال أعمالهن وشتان بين المفهومين
فالملكة الفعلية هي من صنعت الحضارات وبنت الأوطان ومسكت بزمام بلد وليس الملكة من أحبت ذاتها وأعطتها كل شيء ورمت بكل شيء دون النفس والهوى فمن ملكات العطاء والإنجاز والفکر المتقد إلى ملكات الفشل والكسل . والعاجزات عن تدبير منزل أو إعداد وجبة – بالأمس ملكة اليمن ” بلقيس” سخرت أنوثتها عطفا يكتنف شعبا كاملا فلا تغط عينها ليلا حتى تصدر جميع أوامرها بحنكة وذكاء وإخلاص فيما شأنه إصلاح وتعديل لكامل المعمورة تخطط للناجح وتعمل للرفاهية ،فقامت بربط الجسور ،ترميم السدود ،تنشيط الزراعة ولمساتها كملكة ذكرها الله في كتابه الكريم ليس في قصرها فحسب بل في كامل المعمورة !
أما ملكة اليوم تقضي تمام الليل في المحادثات التافهة وتصوير كل صغيرة وكبيرة وتخلد إلى النوم طيلة النهار مخلفة أطفال بقلوب رهيفة من احتياجهم لقلب الأمومة المتشح بالعاطفة والحنان وتضحيات الأم التي سطرها التاريخ فلا إنجاز يذكر ولا عمل يستحق الثناء ومن ملكة العطاء المكتنزة بالقوة “الملكة كليوبترا”وخوضها للمعارك حفاظا على معمورتها إلى ملكات الكسل والترف والفك العلوي اللاتي يعرفن كيف يأكلن ولا يعرف كيف يطبخن، یعرفن كيف ینمن إلی ثلثي النهار ولایعرف كيف یرتبن فراشهن بعد الصحوة، وكيف يفرغن جيوب أزواجهن وينفقن الأموال على كماليات دون وعي أو هدف ولا یعرفن معنى الإنتاج أو الاقتصاد .
رحمك الله أيتها الملكة “نفرتيتي “
يامن جعلتي تاج الملكة شعار للحضارة على مر التاريخ حيث ساندت زوجك في نشر المفاهيم وقمت بأقوى دور سياسي أثناء ثورته الدينية والاجتماعية وصورك وأثارك المنحوته على جدران معابد “آتون” تنطق بأعمالك الجبارة التي خلدها التاريخ وآخر الكلام منصب الملكة ليس شكل أو وضعية أو مقام ولا راحة وخمول بل فكر يعمل وهمم تشحذ للبناء والأعمار جهد ثم عطاء .
3 pings