ما للهموم ِ أحاطـَتْ رَوعة َ السُحُب ِ
واستمطـَرَتْ حزنَها من وابـِل ِالتعـَبِ؟
ما لي تـَشَاطَـَرَني وجهانْ في سَفـَرِي
قل لي لأيِّهـِما أشتاق ُ في طلبي؟
وَجْهٌ أحالَ وُجومَ الليل ِ أغنية ً
وآخـَر ٌ طـَوّقَ الأحضان َ بالطـَرَب ِ
إنِّي أسيرُ كما الظمآن ِ في لـُجَج ٍ
من المَتـِيه ِ وقيدُ النار ِ في هَدبي
كلُّ الفصول ِ تـَسَاوَتَ في مُشاكَسَتي
حَيرانَ أسرح ُ بين الثلج ِ واللهب ِ
يجتاحُني قـَلَقٌ يرتادني أرَق ٌ
أضحيتُ ملتحـِفـًا بالخوف ِ والنـَصَب ِ
أما لرحلتِيَ الظلماء ِ من قمَر ٍ
أما لراحلتي من مَرْتـَع ٍ رَطـِب ِ؟
أما لِطـَيفِي على الأطلال ِ من نَبَإ ٍ
أما لقافـِلـَتي من مَهْجَع ٍ رَحـِب ِ؟
يا سارقَ القلب ِ سِحْرُ العشق ِ أرهَقَـَني
كيفَ النجاة ُ وَحبل ُ الهَجْر ِ يفتِكٌ بي؟
دمعي يُسامِرُني خِلِّي يُشَاكِسُني
دهري يُخاتـِلـُني عن سُوء ِ مُنقلَبي
ضحكاتِيَ اهتَرَأت ْ في حضن ِ زائـِرة ٍ
قد كَبَّلَتْ راحَتي بالقيد ِ والعَطَب ِ
يا دافـِئَ الحُضـْن ِ أَقْـْبِـِلْ وامْتـَحِنْ شَغَـَفـًا
قد حَيَّر الصبرَ فاستعصى على الهَرَب ِ
ما كنتُ رهناً ليأس ِ الضائقات ِ على
كلِّ المآسي ولا أذعَنـْتُ للكَذِب ِ
لكنَّمَا الوَجْدُ لا يجتاحُ ذا رَشَد ٍ
إنْ عَاوَدَ اللهَ في الأفراح ِ والكُرَب ِ
سَتـَخفـِق ُ الروحُ يوماً حين يَجذِبُني
كف ُّ الحبيب ِ من الآلام ِ والرِيَب ِ