
لا أحد يستغني عن التطوع الفردي العفوي في الحياة، نجد التطوع الفردي مطلوب بكل وقت ومكان ،فهو فعل تلقائي نابع من الفرد استجابة لحاجات اجتماعية وانسانية .
مع بروز مؤسسات المجتمع المدني تضائل العمل التطوع الفردي واتسعت مساحة العمل الاجتماعي التطوعي المؤسساتي المؤطر بقوانين و انظمة لتحقيق أهداف مخطط لها مسبقا .
التطوع من أهم عناصره هي الدافعية الذاتية أي الرغبة في العمل التطوعي ، رغم أن العمل التطوعي لم يعد مثل السابق يعني عمل تطوعي يخدم المجتمع والوطن لكن بتحول المجتمع العام إلى متخصص أي الانتقال إلى عصر التخصصات والمهارات نقلت التطوع والخدمات الاجتماعية إلى زمن المهارات والكفاءات .
التخصص والمؤهل أمران ضروريات بالأعمال الاجتماعية لكن ما هو الأهم الدافعية أو المؤهل ؟ بالطبع إذا اجتمع عنصري الدافعية والمؤهل كان العمل التطوعي افضل .
كثير من المتطوعين لا يريدون أن يعملوا في قوالب معينة تخطط لها الجمعيات والمؤسسات الخيرية والتنموية خصوصا الموظفون الذين يريدون أن يتحرروا من أوامر وقوانين وظائفهم فهم لا يرغبون أن ينتقلوا من وظائفهم إلى عمل تطوعي يذكرهم بواجباتهم الوظيفية ، وهؤلاء في الغالب هم المؤهلون وأصحاب الكفاءات .
تعاني الجمعيات والمؤسسات الخيرية من الكفاءات الذين يجلبوا ويحفزوا للعمل بالاقناع الظاهري أو خجلا من المجتمع .
لكن ما هو الأفضل للمنظمة الاجتماعية شخص مؤهل لكن لا يمتلك دافعية ذاتية وإنما يحفز من الخارج وما بين متطوع يقتحم العمل التطوعي برغبة ودافع داخلي .
في الواقع ومن خلال تجارب، المتطوع المتحمس يتحرك بنجاح أفضل من الفرد المؤهل والمحفز من الخارج لأن الدورات التدريبية المستمرة للمتطوعين في المؤسسات الخيرية تؤهله لكن الافتقار للرغبة من الصعب تغييرها أو ديمومة قناعته وحتى لو اقتنع بالتطوع لفترة تتراجع رغبته في أول تصادم اجتماعي أو مع أول اختلاف داخل المنظمة الخيرية .
أغلب الجمعيات واللجان التي وفقت في متطوعين راغبون ومتحمسون هي التي نجحت وحققت انجازات كثيرة واستمرت في تحقيق أهدافها بخطط ناجحة .