
مقبض باب الحمام غير مثبت بصورة جيدة ويعاني كثيرا أهل البيت في فتحه وإغلاقه، ويتفاقم الأمر ويزداد التذمر منه ولا يلقى اهتماما لإصلاحه، ويبلغ الأمر ذروته حين يدخل الحمام طفل صغير، لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات، ويقفل على نفسه الباب ويستعصي على أهل البيت فتحه، فتنطلق صفارات الطوارئ في رؤوس الجميع، ويتقافزون لحل المشكلة.
وكذلك المسبح في الاستراحة أو الشاليه أو المنزل يلعب فيه الأطفال ولفترات طويلة دون وجود مرافقين للانتباه لهم وحمايتهم وتقديم المساعدة عند الحاجة، ولكن بعد وقوع الحادث وغرق الطفل يتفهم رب البيت وجميع أهل المنزل أنه كان من المفروض وضع سور عال حول المسبح ذو باب مقفل يمنع دخول الأطفال بمفردهم.
وكذلك المطبخ وأخطاره الكثيرة وما يتسبب به من حرائق مدمرة نتيجة التواني في حل مشاكل اسطوانات الغاز وعدم صيانة أجهزة الطبخ والأفران وعلى هذه الأمثلة يمكنك قياس الكثير من السلوكيات من تسليك كهرباء، أو سلالم غير مثبتة، أو زجاج شباك مكسور، وغيرها من الأشياء التي نشاهدها في المنازل أو بعض الأعمال ونهملها حتى تسبب لنا حوادث شنيعة تنتج عنها إصابات بل وإعاقات يصل بعضها إلى حدوث الوفيات.
وخذ في السيارات مثلا للفرامل حينما تدعس على الدواسة مرتين أو ثلاث كي تخفف من سرعة السيارة أو توقفها، وتستمر على هذه الحالة عدة أيام إلى أن تفاجأ بأن الفرامل قد أتلفت بالكامل، وقد تتلف بتلفها أرواح وممتلكات، ولو تصفحت بعض أمور حياتك لعلك تجد بعضا من هذه الأمور التي بتداركها تحفظ بإذن الله سلامتك وسلامة من حولك.
الكثير من الحوادث لا تأتي بصورة مفاجأة أو بدون سابق إنذار، بل يسبقها العديد من المؤشرات الواضحة والجلية التي تصرخ بصوت غير مسموع، ولكنه ملاحظ، منادية أني قادمة فلا تتردوا في عرقلة مسيرتي، واجتهدوا في منع وصولي إليكم، فإنني ضيفة ثقيلة، وسأكلفكم من الخسائر ما لا تستطيعون إحصائها، أو تقدير تكلفتها، أو التنبؤ بها، فهمساتي الهادئة التي أرسلها لكم ستكون عواصف حمقى لا تبقي لكم أمنا ولا طمأنينة،وقد أنذرتكم من بأسي وشدتي، فاحموا أنفسكم من سطوتي بالانتباه لرسائلي، وأخذها بمأخذ الجد قبل أن توقعوا على وصولي بحسرات الندم
فكم من صغير حطمت ما كان يبنى عليه من آمال وكم من منزل أتلفت وجعلته خبرا بعد عين، وكم من أسرة بعد رغد العيش أصبحت أشلاء متفرقة، وكم من جسم صحيح حولته إلى كتلة من الآلام المستعصية، وكم من مصنع دمرته فلا إنتاج ولا أرباح، وكم من سيارة كانت تسير إلى مكان بهجة وسرور حولت اتجاه ركابها إلى القبور، وكم من سرير مستشفى شغلته بمن كان معافى، وكم من سليم جعلته حروف نعي تتناقله الصحف والأخبار.
هذه هي الحوادث، وهذا خطابها لكم، وأنا أعلم صدق ما تقول، فصدقوها، وامنعوها فليس من الصعب كبح جماحها.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظ الجميع من كل سوء.
*مدرب وأخصائي سلامة