
سأحكي لكم حكاية لا لن أحكيها ! أنتم من يحكيها، لا تقولوا كيف ونحن لم نسمع الحكاية؟ أفأنتم وربي أبطال الحكاية..
قصوا حكاية مسيرتكم في هذه الحياة منذ أن كنتم أجنة في بطون أمهاتكم وإلى صرتم شبابا يافعين، لا تنسوا أن تذكروا في حكايتكم دور آباءكم في تربيتكم وتعليمكم وأنهم السبب في جعلكم سواعد خير وبناء..
بعد ذلك أحكوا لأولادكم كيف يكون البر بالآباء وما هو الجزاء الذي أعده الله للبارين المحسنين لوالديهم..
في النهاية وثقوها حكايتكم بأحداث واقعية يتجلى فيها بركم لوالديكم، ومن ثم سلموها لأولادكم واطلبوا منهم أن يحكوها لأولادهم ويوثقوها كما فعلتم ويسلموها إياهم، كي يبقى البر والإحسان للوالدين متعاقبا على مر السنين، فبقاء البر يعني بقاء الخير وبقاء الإحسان يعني بقاء رضا الله عليكم وعلى الأجيال المتعاقبة إلى يوم الدين، فلقد قرن الله عبادته بالإحسان للوالدين فمن يعبد الله ويعق والديه ففي عبادته خلل عليه أن يصلحه بالإحسان إليهما..
قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا 23 وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )