
تتسارع الأمور في حياة المرأة، وهناك من يدفعها بقوة نحو هذا التسارع مما يجعلها لا تتروى او تأخذ متسعا كافيا من الوقت للتفكير في حالها ومتطلباتها وسعادتها وأهداف حياتها، مما يدفعها الى السير في منعرجات الطريق الجانبية التي كلما توغلت فيها زاد ابتعادها عن خطها السليم. لتتعلم المرأة ولتعمل بما يتناسب مع طبيعتها ورسالتها، ولكن لتكن على يقين بأن ميدان المرأه الحقيقي هو التربية.
رسالة المرأة تتجلى بتربعها على عرش مملكتها الجليلة الجميلة، ورعاية أولادها الذين يمثلون عمرها الثاني، والعمل المتبصر على تربيتهم التربية الصحيحه المبنية على صفاء الأخلاق والدين القويم، وهذا الدور هو الدور الأعظم في وجودها وكينونتها، ولا يمكن أن تؤدي الام هذه الرسالة إلا عندما تكون مهيئة لذلك بالعلم والمعرفة والحكمة، والتفهم الحقيقي لمعنى كلمة
أيتها الام؛ يا من كانت الجنة تحت قدميك، ويا من أكرمك الله بالمكانة العالية السامية، لا تشغلك شعارات الذات وجلد الذات، استمتعي بحياتك فما أكثر المباحات، ولكن حذار أن يأخذك ذلك بعيدا عن هويتك الأصيلة، فتربية الابناء وإعداد جيل مستقر فكريا وعاطفياً ومتناغم مع مجتمعه ومثقف ومتعلم ومحب لأهله وبيئته هي أعظم خدمة تقدميها للمجتمع، وكوني على حذر، فتركك أبناءك للخادمة وخروجك للعمل بحجة خدمة المجتمع فهذا الضياع بعينه، فالأمومة شرف قصره الله على المرأة، وتتحقق عظمتها الحقيقية في إتقانها هذا الدور، أما تخليها عن هذا الدور، وتسابقها في ميدان لا يناسب طبيعتها بحجة إثبات الذات وتحدي الرجال فهو عين الانزلاق المذموم، وهو السبب الذي يجلب لها المتاعب الجمّة، والذي ترتب عليه ما نراه من تفكك أسري، ودمار أخلاقي، وضياع الذرية، وهذا أيضا ما نراه حولنا من حدوث تلكم الانحرافات السلوكية الكثيرة، وعدم تحقق الأمن المنشود لها وللأسرة والزوج والأبناء، مما انعكس سلبا على المجتمع، بانفتاح ثغرة كبيرة عليه، لا يتم التخلص منها إلا بالعودة الحميدة للمرأة إلى ميدانها الطبيعي.
إن المرأة التي حققت بعض النجاحات في مجالات العمل وأهملت دورها الأساس كأم وزوجة لهي امرأة ابتعدت عن سبيل النجاح والفلاح لأنها ضيعت أولادها وبيتها وقبلها أضاعت ذاتها – صدقاً اقولها إن المرأة التي تطالب بالعمل والحرية هي غير سعيدة وتتظاهر بالسعادة، فالسعادة أن تكون أم دورها الاساس هو إنشاء جيل محترم مفكر متعلم لا يكون عالة على مجتمعه، فهل يتحقق هذا في ظل الأفكار والحريات المزعومة والتي نرى ممارساتها الخاطئة…؟!
هل تظن المرأة العاملة ان النقود التي تحصل عليها تعوض تقصيرها مع بيتها واولادها وزوجها…؟؟! أو أنه يعالج جزءاً مفقوداً من الحياة الزوجية…؟! أو أن خروجها للعمل يرفع من شأنها وقيمتها أمام الرجل…؟!؟!
مشكلة المرأة تتمحور في نظرتها الدونية لنفسها ودورها العظيم الذي استصغرته حتى صغرت في عين ذاتها -إن كان هذا هو منطقها فهو خطأ فادح، ولترتقب بعد ذلك ضياع الأبناء وخيانة الزوج والتعب والارهاق والبؤس.
* كاتبة سعودية