بهذه الجملة كان يحدثني السيد سعيد والد المرحوم الشبل سيد حسن المسلم وهي إخبار عن كرامة من كرامات هذا السيد الصغير السن الذي لم يتجاوز التسع سنوات من عمره المبارك ،
أي قدسية يحملها وأي بركة وآثار ورثها من جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه
في تفحص في الصور الملتقطة لهذا السيد المبارك تراه يتميز بنظرة وبوجه مبتسم بشوش في كل الصور ، كان يقول لوالدته باستمرار منذ مدة طويلة بأن تضع يدها وتقرأ على رأسه وكأنه يعلم ما ينتظره من ألم ومشقة ستناله في قابل الأيام .. ما أعظمهم هؤلاء الأصفياء فهم دوماً ينبؤونا عن المستقبل ويرسلون لنا إشارات الرحيل لكننا محجوبون عن رؤية ما يرون ومشاهدة مايبصرون.
كان رحمة الله عليه يداً عاملة في مهرجان الزواج الجماعي بمدينة العمران وكان يداً من الأيادي البيضاء في حملة إفطار صائم التابعة لأسرة عطاء التطوعية بمدينة العمران ، وكان من الأشبال اللطامة بموكب الإمام علي عليه السلام بالعمران الشمالية ، وكان يداً تجمع الصدقات وترتبها مع والده بمسجد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ببلدة أبو ثور ، إضافة لمشاركته في تشييع شهداء الدالوة عام ١٤٣٦هـ وباقي الأنشطة المختلفة.
فلقد كان ظلاً لأبيه في نشاطه الاجتماعي التطوعي وفي خدمة أهل البيت صلوات الله عليهم ،
وهذا الظل لا يكاد يتخلف أبداً عن فعل وإرادة والده ، فوالده رغم عدم إكماله تعليمه في المدارس الرسمية لكنه شق طريق المجد والوجاهة الاجتماعية بإخلاصة وقلبه الكبير الذي يسع كل هذا الوجود رحمة وعطفاً وبعقله الراجح الذي لا يفتقر للمشورة والنصيحة والذي أضحى مقصداً وملجأً لرواد العمل الاجتماعي بمدينة العمران !
فهذا الشبل من ذاك الأسد ، وستتوالى الصور ومقاطع الفيديو في الظهور لهذا السيد المبارك لتشهد له مع قصر عمره الذي قضاه وسط الناس
لتنقل لنا بعضاً من مآثره ، وليصبح ملهماً بعد وفاته أكثر ، ومثيراً للحافزية في غيابه وكأنه يذكرنا بسر فقد جدته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وهو من ذريتها المباركة.
نعم ، لقد صدق وعده برحيله قبل العيد ، وفعلاً صدق بقوله فما فائدة الملابس الجديدة وهو ليس بيننا يوزع الفرح على الأطفال ؟ وماهو رمز العز وهو لم يقبل رأس جده وجبينه كالعادة ؟ وماهي رسالة الإمتنان في العيد وهو لم يكحل عيون والديه ويمنحهما السكينة ؟!
رحل السيد العظيم ليثير في وجوهنا الأسئلة وليأخذ بأيدينا نحو طريق الحقيقة. أليست العمران ولادة كما يقولون ؟ فهل سيجود الزمان علينا بمثله ؟
عبدالله الياسين.
٢٥-٩-١٤٣٧هـ.