بأي حروف هجائية أكتب كلمات أصف فيها رمز الإنسانية الخالد، وبأي لغة أشرح فيها عظمة من جعله الله نفس خيرة الأنام وأشرف الرسل، لا حروف الهجاء ولا لغات العالم تفي لشرح وتحليل شخصية أبهرت العقول، وحيرت الألباب، ولم تستوعب كنه عظمتها النفوس..
علي محيط جاري بماء الحياة، في أعماقه تكدست علوم الأنبياء، وبتلاطم أمواجه وصلت كنوز الخير لشاطئ السلام، وعلى سطح مائه تلألأت مبادئ الإنسانية لتجذب إليها هاوي صفات البر من بني البشرمسلما كان أم من سائر الأديان..
لقد رسمت شخصية علي في أذهان العالم الخير بأسمى معانيه، والعلم بأقصى ما يحويه، والعدل بأعلى ما فيه، والشجاعة بأجمل صورها، فهو عليه السلام البطل الذي مثل في ساحة الوغى دين الله وهو الذي ضربته تعادل عبادة الثقلين، وهو الذي لم يرض ان يرى في دولة حكمه مستعطي وإن خالفه في الدين، وهو الذي تأوه لحال اليتيم، وهو الذي أعز المرأة ودللها، وهو الذي أنفق مما يحب وأطعم على حبه اليتيم والمسكين والأسير، وهو الذي واسى الفقير في مأكله وملبسه..
اسفا على أمة لم ترتوي من معين علي ولم تأخذ من لآلئ ما تركته أمواج محيطه على شاطئ السلام، ولم تغوص في أعماق محيطه لتصطاد منها ما يعينها على العيش بحياة كريمة في هذه الدنيا وما يكون لها ذخيرة تفوز به في نعيم الجنان.