قبل ايام كنت عائداً من عشاء زميل ببلدة الدالوة الحبيبة لمحت انثاء عودتي امام مدرسة القارة للبنات سيارة لأحد الاشخاص المشهور بالتفحيط وهو بداخلها برفقة زميلآ له
فقلت في نقسي : لماذا لا اجلس واسولف معهم قليلاً ترددت كثيراً ولكن قررت ان اعود إليهم ؟ أوقفت سيارتي بجانب سيارتهم مباشرة سلمت عليهم وحييتهم بكل لباقه واحترام ! ردوا على السلام بأستغراب وتمعن طلبت منهم بكل أدب ان نجلس ونتحدث حول بلدة القارة بكل ما فيها
الشخص الأول وهو الراكب رد علي بطريقة غريبة ! بينما الشخص الثاني صاحب السيارة رحب بي بلطافة فقلت 🙁 لهم شرايكم تجوا معي بسيارتي او اجي معكم) !! فاجابني الشخص الاول ( اللي يبغانه يجينا ) ! نزلت من سيارتي مبتسمآ وركبت معهم بسيارتهم وتركت الأمر طبيعياً ! قال الشخص الأول بطريقة مستفزة من الأخير يا ابو اسامة (ويش تبغى بالضبط ) فرد الشخص الثاني على زميله ما عليك منه يا اخوي عادل حياك وأتفضل بدأت كلامي معهم بالتحية والسلام والصلاة على محمد وآل محمد وعرفت نفسي بأنني شخص كاتب ومهتم بقضايا الشباب والمجتمع والإنسان
فاحببت ان اتلمس مشاعركم واحتياجاتكم وهمومكم ومشاكلكم وكل شي استطيع ان اقدمه لخدمتكم وخدمة بلدي القارة بقلمي المتواضع. فتحدثت بمقدمة بسيطة انه لمن المؤسف ان تصل بلدتنا القارة العريقة التي تميزت منذ الأزل بأنجاب الرجال النجباء السادة والمشايخ والأدباء والمثقفين والدكارة والمهندسين القارة التي عُرفت عند البعيد قبل الغريب بالكرم والجود والطيب والشهامة – البلدة المسالمة الهانئة بالأمن والأمان والسكون.
أخواني أريدكم ان تجعلوني اخاً لكم وتجاوبوني بكل صراحة انتم ضمن الشباب الذين تفحطوا وتتجمهروا وتتجمعوا بشكل دائم بشارع القص مع بعض الاشخاص الذين يقومون بالأفعال المشينة من التفحيط بالسيارات والأزعاج بالدبابات ورفع صوت المسجل وغيرها من التصرفات الدخيلة على مجتمعنا المحافظ والمسالم .
■ ايعجبكم ما وصلنا له من حال تقشعر له البدن والأجسام !! ■ ايعجبكم اصحاب السوابق الذين يعبثوا في قريتنا صولاً وجولاً بسياراتهم ودباباتهم !! ■ ايعجبكم امهاتنا وبناتنا وأمهاتكم وبناتكم لا يؤتمنون على انفسهم بالمرور بشارع القص !! ■ ايعجبكم ان نصبح بين ليلة وضحاها مقصداً للمفسدين بالارض!! ■ ايعجبكم اننا اصبحنا مرتعاً لمن هم منبوذون بمجتمعاتهم !! رأيت الشخص الثاني قد أغرقت عيناه من الدموع ولم يتمالك نفسه من الموقف وبدأ يبكي !! فقلت : له هذه دموع الرجال دموع الكبرياء دموع الندم والغيرة والحمية.
القارة ستستكين وستعود لعاهد سابقتها طالما هناك شباب شرفاء امثالكم اريد ان تقولوا لي شيئاً لماذا رضيتم بهذا العار والخزي ! الشخص الأول قالها مباشرة : ( اول عدلوا علاقاتكم معنا لكي نعود ) ! فقلت له كيف !! فرد للأسف تعاملوننا وكأننا مجرمين ووحوش لا احد يسلم علينا ! لا احد ينظر الينا واذا بينظر يطالعنا بنصف عين ! كيف تريد ان نسمع كلامكم وانتم معتبريننا كالحشرات !!
فقلت : له تكرموا انتم شباب البلد وحماته وإنشاء الله بهمتكم وحرصكم القارة ستعود كما كانت وأكثر ولكن انتم عليكم دور كبير في المحافظة على سمعة ومكانة القارة لتعود لسابق عهدها. الشخص الثاني قالها بكل آسف اعطونا الثقة وتقربوا مننا لترونا على حقيقتنا عند هذا الحد رأيت ان خلاصة ما حدث ببلدة القارة يتمحور في ثلاثة محاور وهي :
■ المحور الأول رجالات القارة الشرفاء : يجب على رجالات القارة الشرفاء التوحد تجاه هذا المجموعة والتقرب منها واعطائهم الثقة والأمان ودعوتهم في جميع المحافل والمناسبات الثقافية والدينية والاجتماعية كذلك احترامهم وعدم التقليل منهم اطلاقاً.
■ المحور الثاني الشاب ذات العلاقة : اخواني ابنائي الشباب انتم مؤتمنون امام الله على هذه البلدة الأمنة المسالمة الهادئة بالحفاظ عليها وعلى اهلها صغيرها وكبيرها رجالها ونسائها وكل شبر فيها مطالبون بأن تخافوا الله وان تأخذكم الغيرة والشهامة والرجولة بعدم السماح لأي كان من كان بالتجمهر او التجمع او التجول او الاستعراض وانتم اهلاً لهذا النداء والثقة فالأسابيع الثلاثة التي مضت ضربتم اروع المثل الأعلى ما الحرص والاهتمام والقدرة على المسئولية.
■ المحور الثالث للنخب المثقفة : على رجال الدين وائمة المساجد والخطباء الحسينيين والمثقفين والكتاب والأدباء والشعراء والأعلاميين ان يسخروا قدراتهم وامكانياتهم بتشجيع وتحفيز واحتضان هؤلاء الشباب فهم بحاجة ملحة لأن نكون قريبين منهم اكثر من اي وقت مضى وهم اهلاً للثقة والاحتضان .
وبعد انتهاء الجلسة البسيطة معهم طلب مني الشخص الأول اعشيهم فذهبت معهم بسيارتهم واشتريت لهم سندوتشات وتجولنا قليلاً فقد كانت تجربة ثرية ممتعة مع اخواني من أهل بلدتي القارة الحبيبة الذين لمست فيهم روح الاصرار والعزيمة وما ازلت اتواصل بكل حب واحترام عبر الواتساب مع الشخص الثاني. اسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد وان تدوم بيننا المحبة والألفة والغيرة وأن يحفظ بلدتنا القارة وكافة بلاد المسلمين من كل مكروه وسوء .
كاتب مهتم بالشأن الأجتماعي والإنساني