تركت قنبلته “العنقودية” أثرا كبيرا بداخلي ابتداءا بالصدمة والذهول في عدم الرد السريع مني وتعريجا بالإستفهامات الكثيرة وانتهاءا بالأضرار في “البنية التحتية“كونها لامست بعض المعتقدات والمفاهيم والرؤى القديمة. ثلاثة أيام من الصراع الداخلي اتخذت قرارا بعدها بالإتصال عليه وطلب الإجتماع معه.
بادرت بالإتصال وشكرته أولا على “القنبلة“عفوا النصيحة الأخيرة ووافق على الإجتماع . فابتدأ الحديث بالمجاملات المقيتة وتعريجا على بعض المواقف البطولية في الحياة. وعند انتهائنا من احتساء الشاي الأخضر الممزوج بالليمون طلبت منه إيضاحا أكثر لما تفضل به سابقا كون نصيحته تشكل أهمية بالنسبة لي.
لم يأتي بجديد سوى إضافة أنه يجب أن تكون هنالك نخبه على حد تعبيره لها الحق في امتلاك المعرفة كونها حق وثمن للتعب والجهد وتاج يبقى معلقا في رؤوسهم مدى الحياة لنيل وسام التميز والشهرة.
تنفست الصعداء بعد الانتهاء من استماعي له وابتدأت حديثي معه بقول الأديب والمفكر العالمي ليو تولستوى : “لا علاقة بالنجاح بما تكسبه في الحياة أوتنجزه لنفسك ،النجاح هو ماتفعله للآخرين”.
هنالك فرق استاذي الكريم بين نقل المعرفة ومشاركة المعرفة فنقل المعرفة لا يهتم فقط بتقاسمها من قبل المصدر والاستحواذ عليها واستخدامها من قبل المستقبل ولكن أيضا اكتساب وتطبيق المعرفة من قبل المستقبل.إن مشاركتك عزيزي لخبراتك ومعارفك وماتعلمته في حياتك مع الآخرين أمر رائع حقًا ، ويعبر عن حجم نموك ونضوجك النفسي والروحي ، كما يعد استثماراً حقيقيا فى حياة الأشخاص المحيطين بك والهدف الأسمى والأكبر وصول مجتمعك الحاضن لك لأعلى درجات التميز الذي يبدو أنك لاتريده .
كلي ثقه بأن أكثر ما يخيفك من نقل كامل المعرفة هو خوفك من فقد السلطة والتميز لكن تذكر أن نقلك للمعرفة ومشاركتها مع الآخرين تساعدك في تنمية ما تعرف من معلومات فلا شيء يساعدك في التعمّق في المعرفة والاستزادة بشكل فعّال كمشاركتها مع غيرك وهذه أهم صفات القائد المميز وتبادل الخبرات الخاصة بك يعني الدعوة لمناقشة وحديث جديد يفتح آفاق جديدة بالنسبة لك خصوصا في عالم العولمة . إنك تفقد أروع اللحظات
وحين ترى بأن ماشاركت به الآخرين وقدمته لهم على طابق من ذهب مغلفا بطعم الحب واللهفة طريقا لك لمشاهدة إبداعاتهم وتطورهم وتميزهم ونجاحاتهم وأخيرا شكرك وذكرك بالخير في كل محافلهم. خذ بإيديهم وزودهم بكل مايحتاجون وتذكر بأنك كنت في نفس الموقف ذات يوم حينما ساعدك أحدهم. وفي نهاية الحديث شكرته على وقته وهمست في أذنه وهو في حالة ذهول:”نصيحة من محب اجعلهم دوما يذكرونك بالخير واعطهم كل ماتملك لتكن مميزا بذلك وابتعد عن وهم احتكار المعرفة كون ذلك الزمن انتهى”