
من هذا المجتمع الطيب، ومجتمعاتنا الخليجية النقية الأصيلة، ومع ما نحن فيه من نعمة وعافية إلا أن قلوبنا بما فيها من حرقة على مجتمعاتنا وأوطاننا وأخلاقياتنا تجعلنا نكتب،
فكثيرة هي المشاكل التي تصلني وتصل المهتمين بالإرشاد الأسري، ومرد ذلك بالعموم إلى اختلاف الوازع الديني فإيمانياتنا نلاحظ أنها لم تعد كما كانت، والحل جدا بسيط، فغيرة الإنسان على نفسه وعلى ذاته، وخوفه من الله سبحانه وتعالى يجعله يفكر مرات ومرات قبل أن يقدم على فعل أي شي أو يتكلم به.
البعض من شباب وشابات اليوم يقولون أنتم من الجيل القديم ونحن من الأجيال الحديثة، وكل شيء عادي عندنا، هذا منطقهم ربي يحفظهم، لا يا أزهار المستقبل، ويا أملنا الموعود، لا يوجد ما تقولون عنه جيل وجيل، فأمام الله لا يوجد هذا، وأمام الحساب لا فرق بين الأجيال، ..نحن نخجل أمام الله ونخشاه عند سماعنا حديث اتقوا النار ولو بشق تمرة، فهذه تمرة، بل وشق منها ينقذني من النار، فما بالكم ونحن نتحدث ونتكلم ونتحاور ونسقط الحياء والخجل، ونلبس كل ما عرض من الموضة الأجنبية، تمهلوا قليلا وانظروا إلى الغرب الذي تسارعون إلى تقليده
فهؤلاء أخواتنا الغربيات عند هدايتهن واعتناقهن دين الهداية والرشاد تجدونهن يلبسن الملابس الساترة، ويبتدئون الالتزام بالحجاب، انظروا لهن هناك ثم ارجعوا بالنظر إلى بناتنا وشبابنا فستعتصر قلوبكم على ما ترونه منهم، وعلى الشيء الذي يكررون أنه عادي، نعم شي عادي، القروبات صارت شي عادي، والمحاورات فيها عادية، والكلام بما لا ينبغي أصبح علني وهذه مناقشة، وتوصف من لا تشارك في محادثة الرجال والضحك معهم وكتابة بعض الألفاظ الغير مألوفة بأنها متخلفة ومعقدة،وأننا في عصر الألفينيات وأنتي أين موقعك في ملاحقة التطور .
فانتبهوا أحبائي فالدين دين والأخلاق أخلاق، تربيتنا على ديننا وأخلاقياتنا، فرسولنا عليه الصلاة والسلام خط لنا منهج، وسعادتنا تكمن في اتباعه، تفكروا قليلا فيما حولكم، وتساءلوا لماذا تحدث المشاكل، ولماذا هذه الأمراض النفسية، اسألوا أخصائيي الإرشاد الأسري والاستشاريين النفسيين والاجتماعيين، المعاناة كبيرة ومردها الابتعاد عن آدابنا وأخلاقياتنا وقيمنا المجتمعية النابعة من إيماننا بمنهجنا الواضح القويم، تذكير بسيط لمن حولنا سيحدث التغيير بإذن الله، وستضيء به أنوار الإيمان شيئا فشيئا، وتنير كذلك قلوب من حولنا، الله يرحمنا برحمته، رحمة الله واسعة، لنقو معنى التقوي والحياء والخوف من الله في ضمائرنا، فلا تجعل الله أهون الناظرين إلينا.
استشارية أسرية