تردد على مسامعنا في الآونة الأخيرة قصص بعض الشباب المغتربين منهم من ارتد عن الاسلام ومنهم من اعتنق المسيحية او غيرها من الديانات! مالسبب يا ترا ولماذا ظهرت هذه الظاهرة وتكررت بكثرة في هذه الفترة بالذات وبين فئة الشباب المغتربين؟!
واستناداً لمقولة الامام علي عليه السلام: (كن كما تكن ولا تكن كما يكونون، لا تقل ما تسمع ولا تسمع ما يقولون، كما ولدت باكيا والناس حولك يضحكون فمت ضاحكا والناس حولك يبكون)
فهذا يجرنا الى وجود ظاهرة خطيرة متفشية في مجتمعاتنا الإسلامية وهي ما يسمى بالتبعية الفكرية. ان هذا النوع من اخطر انواع التبعية لان بقية التبعيات تنبع منها، وقد نلاحظ وجودها في المجتمعات ضعيفة القاعدة والمتزعزعة من الناحية الفكرية الدينية والإجتماعية وافتقارها للجانب الثقافي والاستقلال الفكري.
ان التبعية مرض فتاك تظهر أعراضه في الأفكار والمناهج والنظم التعليمية والحياة الإجتماعية ساطياً على شعباً كاملاً او أفراداً.
وقد بدأت إفرازاتها تظهر بسبب التأثير الفكري والثقافي الغربي و برزت بالأخص من بعض المتأثرين بالفكر الغربي.
إن من اعظم مخاطر التبعية الفكرية أنها تخترق منظومة القيم العقدية والأخلاقية في المجتمع الإسلامي وتذيب هذه القيم تحت شعار التقدم والحريّة والديمقراطية.
ومن أهم الأسباب المؤثرة هي العولمة والمركزية الغربية عن طريق أدواتها المهيمنة كالمنظمات الدولية والإعلام والتقنية، فقد أصبح دورها قوياً في إيصال ثقافتها وفرضها على الناس بطريقة ناعمة سلسة.
وكي يتسنى لنا تحقيق الاستقلال الفكري والخروج من سجن التبعية للآخر يجب علينا تطبيق مقولة الإمام علي سلام الله عليه، وهنا يأتي دور العلماء والمفكرون والمثقفون وهو العمل على تنقية العقول من التبعية الفكرية هذه.