هاهي ذي سنة 255 قد أقبلت بحلة الأفراح وها هي ذي الناصفة قد تلألأ بدرها كاسيا الدنيا بنوره الأبيض الزاهر معلنا قرب انتهاء معاناة المستضعفين من ظلم الفسقة وجبروت الطغاة والفساد الذي استشرى في الارض بفعل البغاة على مر الدهور وتعاقب الأزمان..
اهنئ اليوم المستضعفين في الأرض وأبارك لهم بزوغ نجم المخلص والمنقذ والناشر للعدل والإحسان الإمام المهدي المنتظر روحي وأرواح العالمين له الفداء، وأتبع تهنأتي بالدعوة للإنتظار بما يحقق قرب يوم الظهور، لا بما يبعد عنهم ذلك اليوم، فالإنتظار لا يكون باليأس والقنوط ولا بالكسل والسكون ولا بالأفعال القبيحة المغضبة لرب العباد، بل يتحقق معنى الإنتظار بالإيمان الخالص والعمل الدءوب المقرب للودود الغفار، وبالدعاء اللا منقطع لصاحب الأمر بالظهور لرفع الظلم والجور ومحو الفساد..
ليست من الحكمة ظهور ولي الأمر لأناس تؤمن به قولا وتخالفه فعلا، لذا علينا أن نكون بأفعالنا وأقوالنا من المتهيئين لاستقبال ذلك النور الزاهر وممن عود نفسه على انكار الذات لكي نوفق لأن نكون من أنصاره وأعوانه ومن الذابين عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه ومن المستشهدين بين يديه وتحت لوائه، لنكتب عند الله ممن ساعد على إقامة دولة العدل التي يقودها عجل الله فرجه وممن يهنأ بالعيش في تلك الدولة التي ينعم فيها المرء بجنة الله على ارضه ويطيب له العيش فيها مابقيت انفاسه ودام نبض قلبه..