تقسم القوة ( power ) إلى عدة انواع منها المنصب والمال والارث و…لكن انا مؤمن بأن اقوى انواع القوة هي المعرفة والثقافة والتخصص الدقيق خصوصا اذا كانت هذه المعرفة تتعلق بتاريخ وارث منطقة لها من الحضارة ما لها وتحمل تراث علمي وسياسي وتاريخي وارث متراكم وما زال ينقب عنه في منطقة تعتبر من المناطق التي حملت في ترابها الموارد الطبيعية التي لا تنضب وتعاقب على حكمها اسر وقبائل ، منطقة كانت وما زالت محطة جذب تراثي وسياحي وثقافي و اقتصادي .
منطقة اقترن اسمها بالنخلة عمة الانسان بل ذكرت النخلة في التراث الديني كرمز لا يموت ، منطقة بها ماء بالعيون ينعش الحياة
هذه الاحساء الحاملة ثقافة بشرية وتاريخية ، منطقة من الوطن تساهم برجالها في جميع التنمية الوطنية .
مناسبة خاطرتي هي اني كنت ذاهب إلى منزل الحاج والمؤرخ جواد الرمضان اطال الله في عمره و من الله عليه بالصحة والعافية
رغم اني رأيت باصا في الموقف الا اني قلت هذا لأصحاب المنطقة لكن شخص ناداني وقال اين ذاهب ؟ ، قلت له مجلس الحاج ابو حسن ، ابتسم الا ترى هذاالعدد، قلت من أين ؟ ” رد علي جايين من الرياض يزورون ابو حسن”.
انهم شباب أتوا من الرياض ليروا قامة تاريخية وثقافية يسمعون بها وارادو ان يستمعوا له ويتزودوا من معرفته والمامه بتاريخ المنطقة ، ابا حسن اقترن اسمه بالتاريخ القبلي والتراثي وبأرث المنطقة وسيبقى محل زيارات الكثير من الباحثين والرغبين بالاطلاع على تاريخ الاحساء .
هذه هي القوة الحقيقية الباقية للإنسان خصوصا لمن يوثق ما لديه من معرفة و ثقافة يفيد بها المجتمع ويوثق تراثا عميقا .
ابا حسن احد رجال المعرفة والثقافة الذي قدم وما زال يقدم للمجتمع ولمحبي المعرفة والتاريخ واالتراث ..المعرفة التخصصية والثقافة من افضل ادوات الجذب في الشخصيات التي تضفي عليهم ديمومة البقاء والاستمرار حتى بعد أن تواري اجسادهم التراب فهم يعيشون بما يحملون من جوهر حقيقي .
هذا ما نقرأه ونعيشه في عالمنا الحاضر رغم دخوله في العالم الافتراضي المفتوح ، الا ان الشخصيات الرمزية تبقى في ذاكرة البشر ومنقوشة في جبين التاريخ يحتفل بها سنويا في كل دول العالم .