واليوم أشرقت شمس زين العباد وسيد الساجدين الإمام علي بن الحسين عليهما السلام لترسل لنا من خلال أشعتها الخلق العظيم والأدب الرفيع والصفات المضيئة بصفات العزيز الحكيم ..
حفلت حياة الإمام السجاد بالعطاء فغمرت القلوب شوقا للقاء المعبود من خلال تلك الأدعية التي انقطع بها إلى الله بقلب تدفق إيمانا فمزجها بما يحوي صدره من علوم وأسرار ليثقف بها أمة النبي المختار ويضيء بها عقولهم بما يرفع شأنهم ويعزهم في زمن طغى فيه الجهل والضلال ..
لقد واجه الإمام السجاد ظروفا قاسية لم تمنعه من القيام بدوره الموكول إليه من رب العباد ، فمع مالاقى من مصائب يشيب لها رأس الطفل الرضيع ويندى لها الجبين في كربلاء من قتل أباه وأخوته وأعزته وأسره وأخواته وعمته وما رأى من تجرئ الطغاة على جده المصطفى من خلال ما فعلوه برأس أبيه وبه وبعمته ، إلا أنه عليه السلام باشر دوره حيث فضح البلاط الأموي وعرى رأس البغي بخطبة عصماء وبعدها توجه لنفوس الأمة فأزال ما بها من ضلال وعرفها بربها من خلال تلك الأدعية العظيمة والحاوية لكنوز المعرفة ، ولم يغفل عن الحقوق التي أوجبها الله على الناس فأخرح لهم رسالة الحقوق التي لو عمل بها الحقوقيون اليوم لما بقي مظلوم إلا وانتصر ولا مسلوب حق إلا وعاد إليه حقه ، لكن الأسف على الأمة التي تركت ذلك الكنز الثمين وذهبت تبحث عن الحقوق في أروقة الكفر والظالمين ..
أسعد الله أيامكم بميلاد زين العباد ..