
ثلاثة أيام متتالية أزهرت بأنوار أبطال كربلاء أثلجت صدور المحبين وأغاضت صدور أعداء الدين ..أشرقت في هذه الأيام الثلاثة شموس أحيت القلوب وأضاءت العقول وزينت الصفات ..
في اليوم الثالث من شعبان اكتست الدنيا بضياء شمس الإمام الحسين عليه السلام لتهدي بشعاعها الزاهي نفوساً تاهت في طريق مظلم تعثرت فيه بألغام الذل وسقطت في حفر العار ، وكادت أن تهلك لولا أن رأت بصيص النور المشع من شمس الحسين فتبعته ووصلت به لنهاية ذلك الطريق بسلام ، لتبدأ المسير في طريق الخلاص بقلوب أبية غير عابئة بكيد المبغضين وفتك الأعداء لترى أنها وبعد تضحيات قد نالت ما أرادت وسمت بعزة وكرامة متحررة من ذل الإستعباد ..
في اليوم الرابع من شعبان أشرقت شمس الوفاء بميلاد عضيد الحسين واليد اليمنى له أبي الفضل العباس لترسل شعاع المواساة والوفاء لنفوس كادت أن تهلك بحب الذات إلا أن شعاع شمس العباس الممزوج بوقود الحب الصادق لأخيه سيد الشهداء نبه مشاعر نفوساً ألهتا الدنيا من أن تتخذ الوفاء سجية لها فعادت لجادة الطريق واتخذت الوفاء سمة لها في تعاملها مع أخوتها وأحبتها فأنكرت ذاتها وافتدت أحبتها بأغلى الأملاك ..
في اليوم الخامس من شعبان شعت شمس زين العباد وسيد الساجدين الإمام علي بن لاحسين السجاد لتشرق في سماء المجد بود الله والإخلاص له في الطاعة وزينة العبادة ، مرسلة شعاع ضوئها الوهاج على نفوس كادت أن تنزلق في مهاوي الرذيلة باتباع الهوى وإغواء الشيطان لكنها ولما استمدت من ذلك الشعاع طاقة الإيمان عادت لطريق الحق واستسمكت بحبل الله وطابت بالتعامل بالحقوق كما أراد الله ..
أبارك للمؤمنين أينما كانوا مواليد أبطال كربلاء وأهنؤهم على رحمة الله لهم وفضله عليهم بأن جعلهم لأولياء الله ولاة ولأعدائهم أعداء فنالوا بنعمة الولاية ما حرم منه غيرهم وأدركوا مالم يدركه المحارب لهم وسلكوا بسلوكهم سوياً نهايته النعيم في جنة الله والإقامة في رضوان الله ..