
حياة الطفولة جميلة وبريئة كما نراها، ونستمتع بها بفرحة طوال سنينها الأولى ولكن كيف الأمر مع هذا الطفل الجميل اللطيف وكيف نصف حياة الطفل المدرسية…أيها السادة الكرام ما ان يبلغ الطفل عامه الثالث حتى تبدأ عنده اولى مواجهاته مع الحياة الصعبة وذلك بانسلاخه من أمان منزله ودفء إخوته وباﻷخص حاميه الأول اﻷم..سيشعر أن عالمه تبدل بعالم آخر فما ان تنتهي أعوام الحضانه التي اعتاد فيها على دنياه الجديدة من لعب، ونوم وصديق مفضل، حتى يبرز امامه شيء غريب موحش وسنوات من الدراسة جديدة عليه بمعالمها، ونزال يحتم عليه الفوز به والصبر على الحفاظ به ﻷعوام طويلة، ومما يزيد من ضراوة هذا النزال عتاد المقابل وهم بعض اﻷساتذة.
أغلب الوظائف وخاصة التعليم مضمار مهم ولكنه في بعض الأحيان خطير ﻷنه يخرج لنا بعضا من اجيالنا تحمل في نفوسها تعب الحياة والجري وراء المادة، فقد اصبح بعض المدرسين يدخل الحصة ويقدم أهمية الدرس على أهمية الطالب، وكانه واجب وفرض وعبئ ويزهو بلقب استاذ على حساب لقب مربي ومعلم.
نظن أن الطلبة صغارا ولكن نفوسهم ومشاعرهم كبيرة ،هذا ما لوحظ من إجابة طالب أراد ان يهجر مقاعد الدراسة حين أجاب: بسبب معلمي المدرسة، فقوبل كلامه باستغراب حيث كان من الممكن أن يفهم تقصيره في مادة او اثنتين ولكنه أكمل كلامه قائلا : يريدون ملائكة في الصف وليس اولادا، وأضاف يريدون تعليمنا التربية واﻹحترام وهي ما نفتقدها في تعاملهم معنا، وإذا تدخل اﻷهل في الموضوع نشعر أن معركتنا مع اﻷستاذ قد تبناها اﻷهل مستخدمين التوبيخ والتهديد كنوع من العقاب.
نسى بعض اﻷساتذه أن الطفل لا يحصل على كفايته من افراغ طاقته في الفسحة المدرسية، فمن الطبيعي ان يحاول اكمال افراغها في الصف فلا يعطى الطالب فسحة كافية ومتكررة ليتجدد نشاطه واستيعابه، ونسوا ان القدرات العقلية تختلف بين اﻷطفال، فلا الجميع يملك الذكاء والمقدرة المتساوية، وكذلك اﻷهالي متفاوتي الاهتمام والمتابعة ..
تكثر القصص وتطوي اﻷيام معها حياة اطفال اجبروا على هجر مقاعد الدراسة فخسرنا بعضا من جيلنا تربى لديه شعور الفتور في البحث عن العلم والثقافة، ولكن بفضل الله ثم بوجود وعي بعض المربين لن تضيع امة كان معلمها وقائدها محمد عليه الصلاة والسلام ..كن أيها المربي في حياة تلميذك اليوم كي يكون في حياة أولادك غدا، فلربما أحد تلاميذك اليوم مربي أحد احفادك غدا.
مرشدة اسرية لبنانية
2 pings