أبدأ سطوري الخضراء المصبوغة بلون جسم مولاي الإمام الكاظم بعد أن جُرع السم النقيع وهو في طامورة من طوامير اللا رشيد بالتعزية لمولاي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه ولعلماء الشيعة العظام ولمحبي آل البيت الكرام ولكم أيها الأحبة سائلاً المولى القدير بجاه حليف السجدة الطويلة ومُحوِّل السجون لدُور عبادة الإمام السابع والنور التاسع وباب الله للعباد في قضاء الحوائج ونيل الطلبات ونزول الرحمات ونشر البركات أن يقضي الله حوائج المحتاجين من المؤمنين والمؤمنات ويُطيب نفوسهم بمرضاته وينشر على نفوسهم رحماته ويسعدهم بخيره وبركاته ..
إن سألوني عن عيني لما لا تجف من الدموع فسأجيبهم كيف لعيني أن تجف وقلبي على أئئمتي دائماً محزون ، لا يكاد يمر يوماً إلا وتأتي ذكرى أليمة تفجعني وتقرح قلبي وتُنزل الدمع من عني كماء منهمر ، وها أنا ذا اليوم أفجع بخبر استشهاد مولاي الإمام الكاظم عليه السلام في طامورة مظلمة على يد قذرة عذبته ومن ثم قتلته بسم نقيع وأمرت بإخراجه مغللاً بالحديد ليُلقى على جسر بغداد ليكن فرجة المتفجرين ..
لم يهنأ مولاي الإمام الكاظم عليه السلام بحياة كريمة بل فضى جل عمره بإقامة جبرية وسجون وطوامير وفتك من قِبل جلاوزة الطغاة الملاعين لينتهي به الأمر في سجن السندي الناصبي اللئيم والذي تعهد لمولاه هارون اللا رشيد أن يقضي عليه بالسم بعد أن يذيقه ألوان الفتك وفنون الضرب ليرحل مولاي عليه السلام عن هذه الحياة في الخامس والعشرين من رجب سنة 183هـ عن عمر ناهز 55 عاماً ..
أختم بوصية من وصاياه عليه السلام لأحد أولاده والتي عنى بها شيعته أيضا على مر العصور وتعاقب السنين ..
قال عليه السلام في وصيته يا بني اياك ان يراك الله في معصية نهاك عنها، واياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها ، وعليك بالجد، ولا تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته ، فإن الله لا يعبد حق عبادته واياك والمزاح فإنه يذهب بنور إيمانك، ويستخف بمرؤتك وإياك والضجر والكسل، فإنهما يمنعان حظك من الدنيا والآخرة